طلبت الولاياتالمتحدة من الرئيس محمد مرسي العمل علي تحقيق »توافق وطني« فور انتهاء الاستفتاء علي مشروع الدستور المثير للجدل. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند »ندعو المسئولين السياسيين المصريين من كل الاتجاهات إلي أن يقولوا بوضوح لانصارهم أن كل اشكال العنف خلال التصويت في الاستفتاء غير مقبولة، وندعو الشعب المصري إلي بذل كل ما في وسعه لتفادي المواجهة والعنف. وقالت نولاند انه »في حال لم يحصل ذلك، فسنشهد تكرارا للتوترات التي ظهرت في الاشهر الأخيرة. ورأت ان الاستفتاء »لحظة ديموقراطية رئيسية لمصر«. جاء ذلك في الوقت الذي تنظر فيه واشنطن بدهشة وارتباك تجاه الموقف السياسي المضطرب في مصر.. ومازال الحذر هو السمة الرئيسية لتصريحات المسئولين الامريكيين وقد رفضت المتحدثة الرسمية الأمريكية الرد علي سؤال حول ما إذا كانت الادارة الامريكية قد نصحت الرئيس محمد مرسي بتأجيل عملية الاستفتاء؟ وأوضحت أن واشنطن تريد دستورا يرضي الجميع ويحترم ويحمي حقوق كل المصريين ويدعم التوجه الديموقراطي في البلاد. وأكدت أن واشنطن لا تريد املاء الدستور وتري أن القرارات الخاصة بصياغة الدستور لابد وأن تكون محصلة حوار متكامل.. وإذا كانت الخارجية قد فضلت الدبلوماسية الهادئة في تعاملها مع الموقف في مصر بل لقد تفادت وصف احتمال اقتحام مقار الاستفتاء من قبل المعارضة بأنه عنف فإن هذا يرجع إلي أن مصر قد اصبحت لغزا بالنسبة لصانع القرار الأمريكي. وعلي الرغم من الحذر الدبلوماسي فقد أكد مايكل بوزنر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية أن مخاوف المعارضة المصرية حيال الدستور الذي طرحه الرئيس مرسي للاستفتاء مخاوف مشروعة وقال في حديث مع شبكة سي. ان. ان الاخبارية أن الدستور يجب أن يسند إلي المبادئ العالمية لحقوق الإنسان وقال بوزنر: »ان الدستور لابد وأن يكون لكل المصريين وأن هذا يتطلب ضرورة عملية شرعية تقوم علي الحوار بين جميع المصريين حتي تشعر الناس بأمل في المستقبل ودون الخوض في الموقف الأمريكي من الاستفتاء قال مساعد وزيرة الخارجية »ان الوقت مناسب لضبط النفس والتفكير العميق بشأن كيفية المضي قدما بناء علي مبادئ الديموقراطية« وفي الوقت الذي رأي فيه بعض المراقبين أن حالة الاضطراب وعدم الاستقرار في مصر قد تؤدي إلي انكماش الدور الأمريكي في المنطقة أكد وليم بيرنز نائب وزيرة الخارجية الامريكية أن الولاياتالمتحدة لاتستطيع أن تصرف النظر عما يجري في منطقة الشرق الأوسط من تحولات عميقة وخطيرة«. وقال بيرنز في محاضرة القاها في الاسبوع الماضي في اطار ندوة عن الأمن الاقليمي قام المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بتنظيمها في العاصمة البحرينية المنامة: »أن منطقة الشرق الأوسط الحافلة بالتهديدات والوعود في نفس الوقت تتطلب قيادة امريكية متواصلة علي الرغم من تأثير التحديات الاخري والانهاك السياسي الطبيعي بعد فترة من الحروب التي هيمنت علي الاستراتيجية الأمنية الأمريكية في المنطقة. وفي إطار تناوله لقضية الأمن الاقليمي أوضح أن السلام يتوقف جزئيا علي الوسائل العسكرية والشراكات العسكرية والتعاون في محاربة الارهاب وأن من الضروري استكمال ذلك بالسعي إلي الانقاح السياسي والفرص الاقتصادية وحل النزاعات الاقليمية. وطرح بيرنز رؤيته لاستراتيجية أمريكية طويلة الاجل في المنطقة تقوم علي اربعة عناصر فاعلة وهي: الأمن الدعم المتواصل لعمليات الانتاج السياسي والاصلاحات الديموقراطية والعمليات الانتقالية الناجحة. وذكر في هذا الاطار ان الرئيس اوباما وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية قد شددا علي اهمية الحوار السلمي والشامل في مصر مع الاخذ والعطاء الحقيقي والتسويات التي تتطلع قدما خلال تلمس الطريق باتجاه الدستور الديموقراطي القوي الذي وعدت به الثورة المصرية مع التشديد كذلك علي مخاطر استمرار الاضطرابات وعدم اليقين. لا يمكن لأي عملية انتقال سياسي أو اصلاح ديموقراطي ان ينجح بدون وجود امكانيات اقتصادية. وأكد بيرنز أن النهوض الاقتصادي في مصر علي سبيل المثال عنصر أساسي بالنسبة للتغيير الديموقراطي المستدام. وأشار إلي ضرورة التفكير بطريقة طموحة حول اساليب التجارة مع الولاياتالمتحدة ودخول الاسواق إلي جانب دعم برامج التعليم وتزويد الصغار بالمعرفة والمهارات لإجل المنافسة بفاعلية وأكد نائب وزير الخارجية علي ضرورة أن يكون الهدف قيام مجتمعات يتوقف فيها التقدم علي ما تعرفه وليس علي من تعرفه أي مجتمعات يتم فيها تنشيط النمو الاقتصادي وانتشاره علي نطاق واسع بين السكان بحيث لا يكون حكرا علي الاقلية الموجودة في سدة الحكم. أما العنصر الرابع والأخير فهو إعادة تنشيط الجهود لحل النزاعات الاقليمية وتجديد الأمل في تحقيق حل الدولتين. وفي نهاية حديثه أشار بيرنز إلي ان هذه الاستراتيجية الطموحة لابد وأن تواجه عقبات وذلك لأن هناك من يطمع في اختطاف وعود الثورات. وكرر أهمية الانخراط الامريكي ومواصلة العمل مع الشعوب والقيادات الشرق اوسطية التي تسعي إلي اتجاهات ايجابية بدلا من ان تنتظر ريثما يتم تشكيلها نيابه عنها.