لم أنتخب الرئيس مرسي وقاطعت جولة الاعادة في الانتخابات الرئاسية لرفضي كلا المرشحين، ولكني تمنيت في أعماقي أن ينجح الرئيس - الذي لم أنتخبه - في لم شتات الشعب المشتاق للحرية والعدل والمساواة والقضاء علي الفساد، تمنيت أن يستخلص من دروس الماضي القريب مايعينه علي تلافي تكرار الأخطاء، وأن ينجح في التخلص من الانحياز لفئة أو الاستقواء بحزب أو الانتماء لجماعه دون أخري، تمنيت ألا تغريه زهوة السلطة بالانفصال عن الناس وتجاهل مطالبهم، تمنيت ألا يقوده الأنصار إلي استعراض القوة أو القدرة علي حشد المؤيدين لقمع معارضيه، تمنيت أن يستشعر صدي الشارع ليلمس انعكاس أداء حكومته ونظامه علي حياة الناس ولا يعتمد فقط علي استطلاعات الرأي التي يمكن توجيهها، ولا يسمح بوجود نفس أساليب وممارسات نظام ثار عليه الشعب فأسقطه حين ظن أنه الأقوي لأنه يملك الشرعية. المأزق الذي تعيشه مصر الآن - بسبب ما تضمنه الإعلان الدستوري من تحصين لقرارات الرئيس ومجلس الشوري وتأسيسية الدستور - هو حجم الفتنه التي تتسع كل يوم، والفشل في السيطرة عليها، واستمرار حالة الاستنفار والتعبئة لتصبح المحصلة في النهاية هي خسائر لجميع الأطراف! ومابين حرق مبني الحزب الوطني خلال ثورة يناير وحرق مقرات حزب الحرية والعدالة خلال الأسبوع الماضي، تبدو مساوئ اللجوء إلي العنف وخطورة تجاهل أسباب اشتعال الغضب، وصعوبة تدارك الأزمات قبل أن تنفجر! مصر الآن في احتياج أشد لوقف رحي الحرب الدائرة بين أبناء الوطن، ووقف التصعيد والاستفزاز والمفاجآت الصادمة واستعراض القوة بين كل القوي الوطنية، والاعتصام وراء وحدة الوطن لحمايته من مصير لايريده أحد. الخروج من المأزق الحالي يحتاج إلي حكمه أكثر مما يحتاج إلي مسيرات تأييد للرئيس، ويحتاج إلي ضبط للنفس ومراعاة للمخاطر وعدم التعامل مع الثورة كأنها مباراة في كرة القدم من يفوز فيها يقوم بإلغاء كل الفرق الأخري! مسئولية الرئيس الآن هي حقن دماء المصريين ، وتذكر قول الله تعالي : "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا.