ساد الحزن بين اهالي مدينة دسوق عقب علمهم بنبأ وفاة العالم الكبير د. احمد زويل الذي عاش فترة طفولته بدسوق عقب انتقال والده للعمل بها..وسكنت اسرة د. زويل بمنطقة المستعمرة احدي المناطق الشعبية واستمر في العيش بها منذ الرابعة من عمره وحتي انتهاء دراسته بالمرحلة الثانوية.. «الاخبار» انتقلت الي مدينة دسوق لرصد الاماكن التي عاش فيها العالم الكبير طفولته والمدارس التي تعلم بها. في البداية انتقلنا الي منزل شقيقة العالم الراحل والوحيدة من بين افراد اسرته التي مازالت تعيش بدسوق..ولم تستطع شقيقته الكلام حزنا علي شقيقها..بينما قالت ابنتها «هبة صلاح زويل»: كان خالي دائم الاتصال بنا ويطمئن علي احوالنا باستمرار..وكان اخر اتصال به في عيد الفطر المبارك لتهئنتنا..وعدنا بأنه سيزورنا خلال زيارته لمصر الشهر الحالي لحضور حفل تكريم اوائل الثانوية العامة بمدينة زويل حيث كان قد قرر منحهم منحة تعليمية بالمدينة العلمية..ولكن القدر كان اسبق وتوفي..واضافت كان خالي «خفيف الظل» ويضحك دائما..وكان الشقيق الوحيد لثلاث بنات ودائما كان يتدخل لحل مشاكل العائلة..وكانت كلمته مسموعة بين الجميع. كما التقينا بعدد من اصدقاء وزملاء طفولة د. زويل..يقول الحاج حسن ابو غنيمة «مدير مدرسة بالمعاش»: انا ود. احمد كنا زملاء خلال فترة الثانوية العامة بمدرسة «دسوق الثانوية» والتحقنا بنفس الكلية «كلية العلوم جامعة الاسكندرية»..وواصل: كان زويل متفوقا بصورة لافتة في المواد العلمية وكان لدينا معلم كيمياء متميز للغاية وهو «الاستاذ مصطفي الصايغ» وكان دائم التشجيع لنا للتفوق في مادته وكان يدعم زويل بصورة كبيرة مما كان سببا في تفوقه ونبوغه..وعقب انتهاء دراستنا بالثانوية والجامعة انقطعت اخباره الي ان شاهده العالم اجمع وهو يتسلم جائزة نوبل في علوم الكيمياء وقال وقتها اخبرت الجميع عن الفترة التي قضيناها معا وانه كان زميلا وصديقا لي لمدة 7 سنوات..وعندما حضر الي مدينة دسوق ليشهد مراسم اطلاق اسمه علي المدرسة الثانوية التي درسنا بها كنت في استقباله انا وعدد كبير من زملائنا واسترجعنا ذكرياتنا. ويقول فتحي جاويش «زميل دراسة للعالم الراحل»: كنا نتوقع التحاقه بكلية الطب ولكن مجموعه لم يؤهله للالتحاق بها فقرر الالتحاق بكلية العلوم التي نبغ بها نظرا لحبه الشديد لمادتي الكيمياء والفيزياء ..وكان قد قام بعمل مختبر صغير بمنزله خلال دراسته بالمرحلة الثانوية من شدة حبه للتجارب العلمية...واوضح ان العالم الراحل لم تمنعه الظروف المادية الصعبة لاسرته من التفوق..وكان والده يعمل سائق اسعاف..واستقرت اسرته بدسوق قادمة من محافظة البحيرة وهو في عمر 4 سنوات. من جانبه اعلن مدحت توفيق ابو الخير مدير مدرسة د. احمد زويل الثانوية بدسوق الحداد بالمدرسة لمدة 3 ايام وفتح ابوابها لتلقي العزاء في العالم الجليل..وقال :اطلق اسم العالم الراحل علي المدرسة عام 1999 عقب حصوله علي جائزة نوبل في الكيمياء..مشيرا الي انه في اول يوم من العام الدراسي يتم تخصيص اول حصة للطلاب الجدد لتعريفهم بالشخص الذي تحمل المدرسة اسمه. كما شهدت مدينة دمنهوربالبحيرةمسقط رأس زويل حالة من الحزن الشديد عقب الإعلان عن وفاته. وتحديدا شارع 10 بمنطقة إفلاقة بدمنهور والتي شهدت طفولة العالم الكبير والمرحلة الثانوية والجامعية بكلية العلوم بالاسكندرية. وقال المستشار خيري زويل نائب رئيس مجلس الدولة ابن عم الدكتور أحمد زويل، أنه جار التواصل مع العائلة انتظاراً لوصول جثمانه من أمريكا تمهيداً لدفنه في مصر. وأضاف عبد الحميد طرابيه، موظف بالزراعة وعلي المعاش وخريج كلية العلوم بالإسكندرية، أنه شعر بحزن شديد عندما علم بخبر موت زويل من خلال وسائل الإعلام، وأنه حزن حزناً شديداً لرحيله. وقال فارس زيدان، جار الفقيد أنه كان يتمني تخليد ذكراه بمسقط رأسه بمدينة دمنهور عن طريق بناء أي مدرسة أو جامعة أو مركز علمي أو مسجد ليظل اسمه محفوراً في قلوب أهالي مدينة دمنهور ولكن وللأسف الشديد لم يبق من ذكراه سوي اسمه علي أحد شوارع المدينة. وقال فاروق حمدان، صديق العالم أحمد زويل، إنه وأصدقاءه كانوا ينادون علي زويل باسم «شوقي». وتابع « حمدان « والدموع تملأ عينيه أنني تعرضت لصدمة فور سماعي خبر وفاة العالم الفقيد رحمة الله عليه، قائلا أن الفقيد كان دائم الجلوس معه بعد انتهاء دروسه اليومية ليحل مسائل الكيمياء علي صوت السيدة أم كلثوم، وكان يقول دائما أنا هبقي أحسن واحد في العالم». وأكد صديق زويل رحمة الله عليه، أن الفقيد كان من أسرة بسيطة حيث كان يعمل والده بوزارة الصحة وانتقل للعمل بدسوق وعاد العالم الفقيد مرة أخري لاستكمال دراسته بكلية العلوم بجامعة الأسكندرية، لافتا أن الفقيد كان يذهب يوميًا للأسكندرية خلال دراسته. أكد الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة ان محافظة البحيرة ومصر والعالم أجمع فقدت واحدا من اهم الرموز العلمية في العصر الحديث والمعاصر. واعلن محافظ البحيرة انه سيتم اطلاق اسم الدكتور زويل علي اكبر ميادين مدينة دمنهورمسقط رأسه تخليدا لذكراه .