سوريا اصبحت مسرحا للعمليات العسكرية من كل نوع. وتتحرك كل اجهزة المخابرات العالمية بكل حرية ولا عوائق. وتختلط الاجهزة الاستخبارتية ما بين الامريكيةوالغربية والروسية والصينية والايرانية وطبعا الاسرائيلية وربما العربية.واصبحت دمشق مهددة اكثرة من اي وقت مضي. واصبحت اكثر تهديدا من قوات الاسد وطيرانه اكثر من تهديد الجيش السوري الحر. وتشير المعلومات والتوقعات الي ان المعركة النهائية علي دمشق لم تحسم بعد ولكن الاسد لن يترك العاصمة التاريخية تسقط بسهولة الا لو اضطر الي تدميرها ومحوها من الوجود. وفي ظل السيرك العسكري علي الاراضي السورية وتداخل القوي والارادات فإن الشعب السوري سواء كان مع الاسد او ضده دخل في مرحلة التيه. والشعب السوري حائر ما بين التخلي عن الاسد او المطالبة برحيله او الوقوع تحت رايات نظام سياسي غير محدد المعالم او ربما يكون تيار الاسلام السياسي اخوان وسلف اكثر بروزا بجانب التيارات الجهادية الاخري والتي تتوافد علي الاراضي السورية. وتدخلها دون عوائق او ممنوعات.والبوابة التركية قد فتحت الطريق للجميع لان يتحرك ويتجول داخل الاراضي السورية بلا ادني مانع. ولكن في ظل الحالة غير المتوازنه علي الارض. أو ربما مرحلة الاعداد لتهيئة المسرح السياسي لمرحلة ما بعد رحيل نظام الاسد. فإن الارض بهذه الوضعية اصبحت جاهزة للدخول في مرحلة جديدة. وايضا القوي الدولية والارادات بدات التحول التدريجي للمرحلة المقبلة بما فيها الصين وروسيا. واذا كان الجميع يجمع علي ضرورة التغيير فإن كل المبادرات من اول مبادرة الجامعة العربية والتي تبناها مجلس الامن وبعدها المبادرات الغربية والشرقية وظهرت المصرية والايرانية والروسية وفي الطريق الصينية.كلها لم تختلف علي ضرورة الوصول الي نظام جديد. والفرق الوحيد بين مبادرات الشرق والغرب ان هناك كفة تطالب بالتغيير في وجود الاسد والكفة الاخري تدعو للتغير بلا وجود للاسد. وهنا تختلف الارادات والقوي .ولكن ثمة مصالح تربط الصين وروسيا.وتسعي الدول الغربية بقيادة بريطانية الآن في اقناع وطمأنة الصين وروسيا ان مصالحهما يمكن الا تتأثر برحيل الاسد ويمكن الحفاظ عليها دون اضرار. واذا كانت الصين وروسيا لديهما من المصالح المعلنة والخفية الا ان الغرب يسعي الي تقديم جميع الضمانات. وربما تتخوف روسيا من تأثر محطات تموين سفنها العسكرية والنووية في ميناء طرطوس السوري. ويمكن للغرب واسرائيل التدخل لصالح روسيا ام الصين فعلاقاتها التجارية والعسكرية يمكن تعويضها وفتح المزيد من الاسواق امام التنين الصيني. ولكن لحسابات ايران معالم مختلفه.والارض السورية واللبنانية تمثل رأس حربة لايران سواء ضد اسرائيل او للمد الشيعي في المنطقة وارعاب دول الخليج. والرصد الهادئ يشير الي اقتراب حدوث تحول في مواقف الصين وروسيا اما ايران فمن الممكن توقيع صفقات تضمن لايران عدم الصدام مع امريكا اواسرائيل في ظل تقسيمه للنفوذ في الخليج والمنطقة بمشاركة مصر والسعودية وتركيا وطهران. وهنا تبرز اهمية الجولات التي قام بها الاخضر الابراهيمي واخرها للصين وروسيا. والمنصف يري ان جولات الابراهيمي رغم انها لم تحرك شيئا معلنا الا انها فتحت الطريق الي تحولات ممكنه في المواقف. واصبح هناك بصيص من الامل في تلاقي الارادات الغربية والشرقية من اجل التغيير في سوريا. ولكن اللافت ان الشعب السوري هو الذي يدفع فاتورة عناد النظام وعدم قدرة القوي والارادات علي حماية الدم السوري من النزف اليومي. ورغم هذا اري في نهاية النفق باقة امل وضوء من اجل التغيير ووقف شلالات الدم اليومية. ولكن في ظل غد غير معروف المعالم والملامح لسوريا جديده.