القطار الفاخر يفتقد أدنى علامات الفخامة رغم وصفه بالقطار الفاخر إلا أن عرباته تفتقد أدني علاقة مع الفخامة. الكلام السابق يدور حول القطار الفاخر رقم 979 الذي يربط أسيوطبالقاهرة. فالمواطن الذي يقوده حظه لركوبه سيجد أن التطوير الذي أعلنت عنه السكة الحديد ينحصر في المناظر الخلابة التي تحيط به، لكن هذه المناظر ليست لوحات فنية ولا طبيعية، بل مجرد تتابع ومشاهد للباعة الجائلين والمتسولين الذين يواصلون الشكوي، ويتحفون المسافرين بمستندات وهمية تدلل علي بشاعة حالاتهم وإصابتهم بأمراض فتاكة تكفي لإبادة مدن كاملة! حتي وقت الرحلة لم يسلم من سوء الحظ، فقد أعلنت الهيئة أنه لا يستغرق إلا ثلاث ساعات بالقطار الاسباني لكنه امتد ليتراوح بين خمس وسبع ساعات. ويبدو أن الهيئة لا تعترف بأهمية قطارات الصعيد، فقد خصصت القطار «الفرنساوي» الأكثر فخامة وسرعة لخط القاهرةالإسكندرية رغم أن المسافة بينهما لا تتجاوز 250 كيلو مترا. ثم استخرجت العربات الأسباني المكهنة من ورشتها لتدفع بها إلي خط الصعيد رغم أن طوله يصل إلي ألف كيلو متر. مع أنها لا تصلح للاستخدام الآدمي من حيث النظافة سواء في العربات أو دورات المياه، بالإضافة إلي التكييف الذي يصرف مياهه علي الركاب، ربما ليشعروا بالمزيد من «الطراوة»!!