فرحة الاطفال بقدوم الاعياد والمناسبات دائما تكتمل بالذهاب الي الملاهي لكن نظرا لارتفاع ثمنها يلجأ عدد كبير من الاسر إلي الملاهي الشعبية التي لا تبعد امتارا عن منازلهم.. يعلمون جيدا مدي تدهور حالتها ولكن «العين بصيرة واليد قصيرة».. فما رصدته «الأخبار» من مظاهر قبح وفوضي واهمال في ملاهي الفقراء يدعو للقلق والخوف علي حياة اطفالنا. اهمال وفوضي بدأنا بشارع احمد عرابي بالمهندسين وداخل حديقة عرابي التي لايبدو عليها اي مظاهر للاحتفال بالعيد من الخارج فقد بدأت «متسخة» وحتي اليافطة التي كتب عليها اسم الحديقة مكسورة .. تقريبا الجواب باين من عنوانه دخلنا هذه الحديقة لنصطدم بالواقع المرير.. الحديقة مزدحمة والمراجيح مكسرة وعفي عليها الزمن ورغم ذلك يقوم الاطفال باللعب عليها والصعود والهبوط رغم وجود فتحات كبيرة اعلي المرجيحة وتكسر مقاعدها.. الزحليقة ايضا مكسرة ومدغدغة ولاتصلح حتي ان تباع خردة ومع ذلك لم يتركها الاطفال فتسابقوا اليها لرسم البهجة رغم عواقبها التي قد تكون وخيمة.. الاهالي يجلسون بجوار هذه الالعاب لايحملون هما مطمئنين علي اولادهم رغم احساسهم بالخطر من ان تقع زحليقة او مرجيحة علي رأس اولادهم.. ناهيك علي الاسلاك العارية التي قد تسعق الاطفال لنستيقظ علي كارثة اخري. والمشهد الاغرب التي رصدته «الأخبار» داخل هذه الحديقة قيام احد العمال بعمل صيانة لإحدي الالعاب التي يشرف عليها «بمفك» يقوم بربط الصواميل.. وعندما اقتربنا منه اخفي ادواته.. والسؤال هل الصيانة تجري بمفك؟ والاهم هل الصيانة تجري اثناء فترة العمل ام بعدها؟ يقول حسن سيد - مشرف علي احد الالعاب - ان الصيانة تجري باستمرار علي مدار اليوم. العشوائية انتقلنا الي ملاهي حديقة الجيزة فالوضع لم يتغير والاهمال هو السمة السائدة في ملاهي الغلابة فقد غابت كل وسائل الامان والحماية فبمجرد توقف اللعبة عن العمل يتكالب الاطفال مسرعين علي اللعبة دون حسيب ولا رقيب ويقفون وسط الالعاب راكبين الالعاب دون ربط السلاسل لتأمينهم او اتباع التعليمات التي تضمن سلامتهم والتي لايقولها لهم القائمون علي الالعاب ويكتفون فقط بجمع وتحصيل المبالغ المالية.. حتي ابواب الالعاب تفتقر عوامل الامان. تقول نجاة مصطفي ربة منزل أنزل معي أولادي كل ثلاثة أيام أو مرتين أسبوعياً لنركب التوك توك إلي شارع أحمد عرابي ونتجول أنا وأولادي بين المحلات ونشرب عصير القصب ولابد أن نتوقف عند «المراجيح» حيث يحب أولادي اللعب عليها. غياب الرقابة عند السؤال عن الرقابة علي الملاهي فإنها تتوزع بين جهات حكومية متعددة ما يعني علي المكشوف «المسئولية ضايعة» وأن مسئولية الصيانة واحترام السلامة العامة متروك لعامل الضمير، حيث يقول اللواء عصام كمال رئيس حي الوايلي ان الملاهي المتواجدة داخل الحدائق لاتخضع للرقابة من الاحياء وانما تخضع للرقابة من القائمين عليها داخل الحديقة مضيفا ان ما حدث في حديقة الفردوس من اصابة عدد من الاطفال نتيجة لسقوط إحدي الالعاب عليهم وتم فتح تحقيقات موسعة حول الحادث للوقوف علي الأسباب التي أدت إلي سقوط اللعبة الكهربائية والتأكد من إجراءات السلامة داخل الملاهي مؤكدا ان ادارة الحدائق المتخصصة هي الجهة الوحيدة التي لها الحق في الرقابة علي الملاهي والحدائق. ويضيف حافظ السعيد رئيس هيئة النظافة والتجميل بالقاهرة والمسئول عن الحدائق ان هناك حملة مكثفة لمراجعة التراخيص وشروط الامن والسلامة الخاصة بكل الملاهي المتواجدة في الحدائق التابعة لها علي مستوي المحافظة.