اللواء عبدالمنعم أبطال حقيقيون في الحرب لم يكرموا.. وآخرون حصلوا علي أكثر مما يستحقون! جمعنا محاضر الاجتماعات والأوامر وتسجيلات قادة المعارك بأدق التفاصيل »كشف اللواء عبدالمنعم كاطو عضو لجنة تسجيل التاريخ العسكري ورئيس فرع التخطيط بشعبة عمليات الجيش الثاني الميداني في حرب أكتوبر خلال حواره مع »أخبار اليوم« كواليس ما كان يدور في تلك اللجنة التي وضعت أيديها علي أخطر ملفات العسكرية المصرية عبر التاريخ.. ونعني بها وثائق حرب أكتوبر الحقيقية.. استمرت اللجنة في اجتماعات مكثفة لمدة خمس سنوات امتدت من 1994 حتي 1999 وسجلت كل »شاردة وواردة« عن حرب أكتوبر من واقع السجلات الحقيقية للقيادة العامة للقوات المسلحة مروراً بقادة الجيوش والفرق والألوية وصولاً إلي قادة المعارك حتي الصغير منها.. وضمت اللجنة في عضويتها 30 شخصية عسكرية مرموقة متخصصة في التاريخ العسكري من بينهم اللواءات سعد مأمون وعبدالمنعم واصل وعبدالمنعم خليل وعبدالرحمن رشدي الهواري وبرئاسة اللواء حسن البدري الذي كان يعد أحد كبار المؤرخين العسكريين في العالم.. وباح لنا اللواء كاطو بكيفية عمل اللجنة وأخطر النقاط التي توقفت عندها في التسجيل وأسرار عدم نشر بعض وقائع الانتصار العظيم حتي الآن!!« من المهم جداً للشعوب وللأجيال الجديدة خاصة معرفة تاريخها الحقيقي في المعارك والحروب خاصة إذا كان مشرفاً مليء بالبطولات مثلما حدث في أكتوبر 1973، ومن هنا لابد من الكشف عن بعض الوثائق والأدلة التي تثبت بالدليل القاطع الكفاءة القتالية والقدرة البالغة علي التخطيط والتنفيذ للجيش المصري في معارك رمضان. هكذا بدأ اللواء عبدالمنعم كاطو حديثه مع »أخبار اليوم« مستغرباً من طول مدة الكشف عن بعض أسرار العمليات الحربية والبطولات التي قام بها رجال القوات المسلحة، ليس في حرب أكتوبر 1973 فقط بعد مرور ما يقرب من 4 عقود عليها، ولكن أيضاً أسرار العمليات في حرب الاستنزاف التي امتدت من 1967 حتي عام 1970 ولم يكشف عنها الستار حتي الآن، في حين أن معظم دول العالم ترفع الحظر عن سرية بعض الوثائق في مدة تتراوح ما بين 20 إلي 30 سنة إلا الأسرار الرفيعة جداً التي ترتفع درجة سريتها لأعلي من سري للغاية. الأكثر من هذا، كما يقول اللواء كاطو، أن هناك وثائق تعود لسنة 1952 ولا تتعلق بالعمليات الحربية لكنها قيد الحظر حتي الآن أيضاً، مرجعاً ذلك لعدم وجود قانون كامل ينظم عملية خروج الوثائق وكتابة التاريخ من وجهة النظر المصرية، خاصة أننا نترك للآخرين فرصة تبرير التاريخ والوقائع التي حدثت فيه من وجهة نظرهم هم دون الالتفات لوجهة النظر المصرية وهو شيء خطير للغاية. القانون غامض!! نقطة الضعف الحقيقية، كما يقول عضو لجنة تسجيل التاريخ، أن قانون الوثائق المصري الحالي به غموض في التطبيق، فرغم أنه يحدد مدة 25 سنة لخروج الوثائق السرية إلي النور لكنه لم يحدد طبيعة هذه السرية، ولم يعين أيضاً الشخص الذي يملك سلطة إخراج الوثيقة.. هل هو الوزير أم الرئيس أم مجلس الشعب أم أي جهة أخري، كما لم يحدد آليات تنفيذ ذلك!! وحول عمل اللجنة يقول: تم تشكيلها وفقاً لشروط ومعايير محددة منها: مزاولة مهنة التأريخ العسكري وأن يكون مشهوداً للشخص بالموضوعية والكفاءة واتباع الأساليب العلمية، وأن يكون علي دراية عسكرية تمكنه من مناقشة القادة في تفاصيل الشهادات التي أدلوا بها، وظلت تجتمع دورياً كل يوم تقريباً لمدة خمس سنوات حتي انتهت تماماً من تسجيل كل شاردة وواردة وتوثيق كل ورقة تتعلق بحرب أكتوبر. فتحنا كل الملفات وفي سبيل ذلك يقول اللواء كاطو فتحت أمامنا جميع الوثائق مهما بلغت سريتها وأخذنا أدق التفاصيل من أصول الأوراق واستمعنا إلي شهادات كل القادة الذين خاضوا الحرب حتي أصغر الرتب واشترطنا أن يملكوا الدليل علي كل ما باحوا به من أسرار، وكل ذلك سجل علي شرائط بالصوت والصورة، وقمنا بتفريغ كل ذلك في مجلدات ضخمة، ضمت 3 أجزاء كبري حجم كل منها يصل إلي 800 صفحة من الورق مقاس "A4"، وكل ذلك محفوظ في مكان خاص مؤمن من الحريق أو السرقة. الموضوعية منعت النشر!! وكشف كاطو أن عمل لجنة تسجيل التاريخ لم ير »ولو بعض منه« النور بسبب الموضوعية الشديدة التي اتبعت في تتبع سير المعارك والعمليات وتسجيلها بأدق التفاصيل للدرجة التي أزعجت أعمدة من النظام السابق ومنهم صفوت الشريف وسوزان مبارك التي لم يعجبها عدم تسجيل أي دور لها أثناء الحرب بعكس ما تم تسجيله عن السيدة جيهان السادات، وبالتالي تدخل هؤلاء لمنع أفلام وثائقية كان المشير حسين طنطاوي قد أمر بإعدادها قبل خمس سنوات وتضم أسراراً لم تنشر من قبل عن أكتوبر. وأكد عضو لجنة كتابة التأريخ الحقيقي لحرب العاشر من رمضان أن كثيراً من الأبطال في تلك الحروب قد طمست أدوارهم أمام الناس لكنها مسجلة بكل دقة في ملفات اللجنة وبالتالي لم يكرموا بالشكل الكافي، وهناك آخرون حصلوا علي أكثر مما يستحقون من تكريم. أسرار السجلات من بين الموضوعات التي تناولتها سجلات التأريخ للحرب.. تفاصيل ما حدث في الثغرة وتدخل الولاياتالمتحدةالأمريكية لعدم إبادتها من قبل القوات المسلحة المصرية التي كانت تسيطر تماماً علي الموقف، ولولا تدخل الرئيس الأمريكي نيكسون ورحلات وزير الخارجية الأمريكي وقتها هنري كيسنجر التي عرفت بالجولات المكوكية لكانت القوات المصرية قد أنهتها في ظرف ساعات قليلة. كذلك تناولت التحقيقات مسألة تطوير الهجوم علي الجبهة المصرية يوم 14 أكتوبر لتخفيف العبء علي الجبهة السورية حتي لا تنهار خطوط الدفاع حول دمشق.