الرئيس الأمريكى الاسبق نىكسون "تمر ولبن" عنوان رسالة الملك السعودي فيصل بن عبدالعزيز للرئيس الأمريكي نيكسون الذي زاره في مكتبه في جدة ليثنيه عن موقفه المساند والداعم لمصر وسوريا في حربهما ضد إسرائيل عام 1973 حتي تحقيق النصر وقطع البترول عن الغرب، وقدم له الملك فيصل في مكتبه "تمر ولبن" وقال للرئيس الأمريكي "هكذا عاش آبائي وأجدادي وشعبي لا يمانع العودة إليه" فرد الرئيس الأمريكي قائلاً: "ألا تخشي من تجميد الأموال التي في بنوكنا؟" رد الملك: "لك ما تشاء ولكن ما هو رأي شعب الولاياتالمتحدةالأمريكية وأيضا حلفائكم؟« وعندما زار وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر الملك فيصل محاولا إثناءه عن قرار منع تصدير البترول، ويقول كيسنجر في مذكراته، إنه عندما التقي الملك فيصل في جدة، سنة1973م، رآه متجهماً، فأراد أن يستفتح الحديث معه بمداعبة، فقال: إن طائرتي تقف هامدة في المطار، بسبب نفاد الوقود، فهل تأمرون جلالتكم بتموينها، وأنا... مستعد للدفع بالأسعار الحرة يقول كيسنجر: »فلم يبتسم الملك، بل رفع رأسه نحوي، وقال: وأنا رجل طاعن في السن، وأمنيتي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصي قبل أن أموت، فهل تساعدني علي تحقيق هذه الأمنية؟«. وقد وصل دور السعودية في تفاعلات السياسة العربية ذروته في السبعينيات الميلادية، ومن أبرز ملامح هذه الحقبة التضامن المطلق الذي حدث بين مصر وسوريا والسعودية في حرب أكتوبر 1973م التي ردت كرامة العرب، وأثبتت قدرتهم علي القتال ، وعلي التفاعل مع التقنية العسكرية المتقدمة. ولقد ذكر التحالف المصري السعودي السوري في حرب أكتوبر 1973م وما بعدها بتحالف هذه الدول الثلاث في منتصف الخمسينيات الميلادية. وإضافة إلي دور المملكة في تقديم الدعم المالي لضمان تزويد سوريا ومصر بالعتاد والسلاح أثناء الحرب وبعدها فلقد أرسلت وحدات من القوات السعودية إلي سوريا. وعندما أرسلت إدارة نيكسون إلي الكونجرس الأمريكي في 19 (أكتوبر) 1973م مشروع قانون المساعدات العسكرية الاستثنائية إلي إسرائيل رفض الملك فيصل هذا التحدي الأمريكي للعرب مقرراً تنفيذ حظر فوري للنفط ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية. واستمرت المملكة بعد حرب أكتوبر في أداء دور بارز في علاقات السياسة العربية التي تبلورت في نشاطات التنسيق ، وبذل الجهود لتدعيم وحدة الصف العربي.