عام 2014 تم تصنيفي من أفضل 10مبتكرين في مصر هل تخيل أحدنا يوما أن الكهرباء يمكن أن تنتقل عبر الهواء بدون استخدام الأسلاك؟ وهل جربت مرة معاناة أن ينفد شحن هاتفك أو حاسوبك في مكان لا يتوافر به مصدر للكهرباء؟ هذا ما عمل المهندس محمد أحمد حسن عبده المدرس المساعد بقسم الهندسة الكهربية شعبة قوي بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية علي إيجاد حل له من خلال ابتكار بنقل الكهرباء لاسلكيا وبدون أسلاك، فيمكنك شحن هاتفك أو حاسوبك في أي مكان وبدون الحاجة الي حمل الشاحن أو الحاجة الدائمة لوجود مصدر للكهرباء.. تخرج المهندس محمد في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية عام 2011 بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف وحصل علي درجة الماجستير في الهندسة الكهربية عام 2015. ونجح في الوصول إلي هذا البحث الهام في مجال الكهرباء الذي نتعرف علي تفاصيله في الحوار التالي.. كيف كانت بداية الفكرة؟ وما الخطوات التي اتخذتها لتحويل الحلم الي حقيقة؟ أثناء دراستي في السنة الثالثة في الكلية كنت اعمل علي مشروع وبدأت أفكر في كيفية نقل الطاقة الكهربية في الهواء دون استخدام أسلاك أو بمعني آخر لاسلكيا وكنت ادرك من خلال دراستي انه من الصعب تحقيق هذا الحلم ولكن بدأت بتجارب عملية لتحقيق هذا الحلم العديد من المرات ولكنها فشلت، ولكن وقتها تيقنت ان هذا الفشل لابد له من تحليل هندسي فداومت في البحث في السنة الرابعة واستمر البحث والتجارب دون جدوي حتي تخرجت في الكلية. لم اجعل اليأس يتملكني ولكنني اصررت علي هذا الحلم وقررت تكملة دراستي في هذا المجال وتقدمت بالتسجيل لدرجة الماجستير وحددت نقطة البحث في هذا المجال متحديا كل الصعوبات وظننت انني كباحث سأجد في رحلة بحثي حلولا ولكنني اكتشفت عقبات أكثر فحينما كنت أحاول الاستعانة بالأساتذة ممن اعرفهم في علم الهندسة الكهربية سواء كانوا ممن درسوا لي او ممن اعمل معهم فكنت استخلص منهم ان بعض اسئلتي ليس لها اجابة او انه لا يمكن الجواب علي اسئلة تتعلق بعلم لم يتم دراسته او تدريسه في جامعاتنا المصرية ونصحني بعضهم بتغيير نقطة البحث حفاظا علي الوقت. إصرار وما الذي جعلك تستمر في هذا البحث؟ كان عندي إصرار علي ان أكون أول باحث في هذا المجال مما جعلني متحمسا اكثر لانني اجتهد في مجال جديد لا يعرف عنه الكثيرون من المتخصصين في مجالي. بدأت رحلة طويلة من البحث والتجارب العملية التي كانت صعوبتها في شقين أساسيين أولهما عدم توافر الإمكانيات المعملية والمادية اللازمة للدخول الي هذا العالم الجديد وهذه التكنولوجيا الغامضة والاخر هو عدم توافر خبرة بشرية تعاملت في هذا المجال من قبل. إضافة إلي إحباط الكثيرين في مجال تخصصي لي حتي وان كان بشكل غير مباشر إلا انني واستمررت في البحث والتجارب بطريقة جديدة استمرت لمدة حوالي خمس سنوات وبالفعل نجحت بأول تجربة عملية لشحن الموبايل لاسلكيا في فجر احد أيام رمضان ومن بعدها فتح الله علي كثيرا وبفضل الله استمرت التجارب حتي استطعت ان أطور النماذج العملية المختلفة التي من أمثلتها إضاءة لمبات موفرة عن بعد لاسلكيا بدون استخدام أسلاك. وحصلت علي درجة الماجستير عن هذا البحث واستعد حاليا لمناقشة رسالة الدكتوراة. حدثنا عن فكرة بحثك لنقل الكهرباء لاسلكيا ومميزاتها.. الاختراع ببساطة يعتمد علي فكرة نقل الكهرباء لاسلكيا وهي إحدي أنواع التكنولوجيا المستقبلية التي يُلقي عليها الضوء من خلال نقل الطاقة أو الكهرباء في الهواء بدون استخدام الأسلاك. والمميزات المرجوة منها تتمثل في توفير الأمان والتقليل من ملحقات الاجهزة الكهربية (الشواحن والبطاريات). وهذه التكنولوجيا يتكون نظامها من مرسل ومستقبل كل منهما يحتوي علي دوائرالكترونية. ويتم نقل الطاقة الكهربية لاسلكيا من مصدر القدرة الكهربية إلي الحمل الكهربي دون وجود اسلاك وهذا يجعل الحمل الكهربي معزولا تماما عن المصدر الكهربي مما يحافظ عليه من حالات القصر الكهربي لضمان وقاية افضل للحماية من الحرائق في الأحمال السكنية. ويمكن استخدام هذه الطريقة في الأماكن التي يصعب وصول الطاقة الكهربية إليها باستخدام الأسلاك مثل العمليات الجراحية في المجال الطبي. وحيث ان استخدام هذه الفكرة سيقدم حلا لمشكلة شحن الأجهزة البيولوجية التي يتم زراعتها داخل جسم الإنسان مثل جهاز ضبط نبضات القلب أو مضخة الأنسولين لمرضي السكري خاصة الأطفال والمزودة ببطاريات متقدمة من نوعية أيونات الليثيوم لتزويدها بالطاقة اللازمة وعند انتهاء شحنة البطارية يتطلب الأمر تغييرها بإجراء جراحة بسيطة. ولكن باستخدام الشحن بالطاقة لاسلكياً يمكن شحن البطارية بدون إجراء جراحة. وبالفعل تم تطبيق هذه الفكرة لشحن موبايل لمجرد إثبات إمكانية تحقيق هذه الفكرة وكذلك تطبيق الفكرة من خلال إضاءة لمبة موفرة عن بعد. فهذه الطريقة تضمن سهولة أكبر في التعامل مع أجهزة الموبايل في حالات يصعب توصيل الشاحن بالموبايل مباشرة بالكهرباء. ويهدف المشروع إلي تحويل النظريات المتعلقة به إلي ارض الواقع، ومحاولة الاستفادة منه من خلال إيجاد تطبيقات تلائم احتياجات المستخدمين ورغباتهم، وهي علي وجه الخصوص كمرحلة أولية شحن الهاتف النقال والحاسوب المحمول. شحن الموبايل ما المسابقات التي شاركت فيها والجوائز التي حصلت عليها؟ بمجرد ظهور نتائج أول تجربة عملية لشحن الموبايل لاسلكيا تمت خطوات كتابة اول بحث علمي في هذا المجال الجديد تحت إشراف الأستاذ الدكتور عمرو محمد عثمان الزواوي المشرف علي رسالة الماجستير. ولقد ساعدني كثيرا بعلمه وكان مشجعا لي أثناء مراحل البحث والتطبيق وحينما تمت الموافقة علي هذا البحث من قبل مؤتمر بالولايات المتحدةالأمريكية وكنت لا استطيع السفر فسافر الدكتور عمرو وتم عرض البحث في المؤتمر ولقي قبولا واعجابا واندهاشا لوجود بحث مصري في هذا الموضوع وكان الاندهاش قائما علي عدم تصور توصل البحث الي تكنولوجيا جديدة بدون وجود امكانيات او جهات مساندة في البحث. كما شاركت في العديد من المعارض والمسابقات وايضا المؤتمرات العلمية كان اولها مشاركتي في معرض القاهرة الدولي الاول للابتكار والذي تم تحت اشراف أكاديمية البحث العلمي واستطعت بفضل الله ان انير لمبات امام جمهور الحضور دون توصيلها بالكهرباء والذي اندهش له الحضور اني كنت امسك اللمبات بيدي دون ان اصعق كما ان بعض الحضور اراد التأكد بنفسه فأنار بنفسه اللمبات لاسلكيا دون ان يصعق. وكان من اهم ما حدث وقتها ان رئيس اكاديمية البحث العلمي د. محمود صقر ناقشني في هذا الابتكار. هل حصلت علي براءة اختراع عن هذا الابتكار المدهش؟ تم تقييم ابتكاري كبراءة اختراع من قبل اكاديمية البحث العلمي وتم تصنيفي من افضل 10 مبتكرين في مصر عام 2014 وذلك من خلال جمعية نهضة المحروسة التي ساهمت في تدريبي وتعليمي خطوات كثيرة من اجل تحويل الابتكار الي قيمة حقيقية لخدمة المجتمع وتم اختياري للمشاركة في برنامج تليفزيوني بعنوان القاهرة تبتكر من خلال اكاديمية البحث العلمي لعرض الفكرة علي المشاهدين في كل انحاء مصر ولكن الحصول علي براءة الاختراع يستغرق عدة سنوات. صعوبات ما الصعوبات التي تواجهك كباحث في مجال علمي جديد؟ العديد من الصعوبات من أهمها عدم توافر الامكانيات المعملية والمادية والمكونات الالكترونية المتطلب استيرادها من الخارج وعدم توافر خبرة بشرية تعاملت في هذا المجال من قبل. أما اكبر تحد فهو ثقافة المجتمع الذي اعتمد علي عدم تقبل الجديد الا من خلال تطبيق عملي ولذلك قمت بتجهيز نماذج عديدة للمجتمع مطبقة علي ارض الواقع للوصول الي تحقيق متطلباتهم في استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة. ما طموحاتك التي تسعي لتحقيقها مستقبلا؟ أحلم بان اكون رائد اعمال في هذا المجال يربط بين البحث العلمي المتطور والسوق من خلال صناعة جديدة تكون احد الاعمدة الاساسية لاعادة انعاش الاقتصاد المصري من خلال المنافسة بهذا المجال في السوق العالمي كما احلم بان اقدم خلال رحلتي نموذجا لتطوير المجتمع والمساهمة في رقيه ونمائه. واود ان اوجه رسالة الي كل رجال الاعمال والجهات البحثية والجامعات للتعاون معي من اجل تحقيق هذا الحلم علي هذه الارض للربط بين التطوير البحثي والتطبيق العملي من اجل ازدهار السوق المصري وتقدم مصر علي طريق التكنولوجيا.