سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لقاء تاريخي بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان اتفاق علي مؤتمر عالمي للسلام واستئناف حوار الأديان وعلماء الأزهر : اللقاء في التوقيت المناسب لإرساء قيم السلام
شهد المقر البابوي في الفاتيكان أمس اللقاء التاريخي بين الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين والبابا فرانسيس. ركز اللقاء علي تنسيق الجهود بين الأزهر الشريف والفاتيكان من أجل ترسيخ قيم السلام ونشر ثقافة الحوار والتسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والدول، وحماية الإنسان من العنف والتطرف والفقر والمرض. في بداية اللقاء رحب بابا الفاتيكان بالإمام الأكبر والوفد المرافق، معربا عن تقديره الكبير لهذه الزيارة الكريمة، مؤكدًا وجود رسالة مشتركة وهي رسالة السلام والتسامح والحوار الهادف، وأن العالم يعلق آماله علي رموز الدين وعلمائه ورجاله، ويقع علي المؤسسات الدينية العالمية مثل الأزهر والفاتيكان عبء كبير في إسعاد البشرية ومحاربة الفقر والجهل والمرض. وأضاف البابا أنه متابع لدور الأزهر الشريف في نشر ثقافة السلام والتعايش المشترك وجهوده في مواجهة الفكر المنحرف، مشددًا علي أن دور الأزهر في هذه الفترة من تاريخ العالم مهم ومحوري. وقال الإمام الأكبر إننا نحتاج إلي مواقف مشتركة يدًا بيد من أجل إسعاد البشرية، لأن الأديان السماوية لم تنزل إلا لإسعاد الناس لا إشقائهم، مؤكدا أن الأزهر يعمل بكافة هيئاته علي نشر وسطية الإسلام ويبذل جهودا حثيثة من خلال علمائه المنتشرين في كل انحاء العالم من أجل إشاعة السلام وترسيخ السلام والحوار ومواجهة الفكر المتطرف، ولدينا مع مجلس حكماء المسلمين قوافل سلام تجوب العالم.. واتفق الجانبان علي عقد مؤتمر عالمي للسلام، واستئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان، وفي ختام الزيارة أهدي بابا الفاتيكان هدية تذكارية للإمام الأكبر تقديرا لفضيلته. وكان الإمام الأكبر قد وصل صباح أمس العاصمة الإيطالية روما علي متن طائرة خاصة، وكان في استقباله والوفد المرافق لفضيلته في المطار عدد من القيادات الدينية في الفاتيكان. ويرافق فضيلة الإمام الأكبر، خلال الزيارة التاريخية التي تعد الأولي من نوعها في تاريخ المؤسستين الدينيتين، وفد أزهري رفيع المستوي يتكون من د.عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف ،ود. محمود حمدي زقزوق، رئيس مركز الحوار بالأزهر، ود.محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية . ومن جانبهم أكد علماء الأزهر أن زيارة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر للفاتيكان أمس ولقاءه بالبابا فرانسيس جاءت في مرحلة تاريخية مهمة حيث يتعطش العالم إلي السلام والتعايش بين الشعوب لأجل مواجهة الارهاب. وقال د. محيي الدين عفيفي إن اللقاء شهد تأكيد الجانبين أهمية تفعيل الحوار وطرح رؤي جديدة تترجم رؤية الأديان في إقرار الرحمة والمحبة وتوظيف دور القادة الدينيين في تلك المرحلة كما تم وضع معالم لتفعيل دور الأزهر والفاتيكان علي المستوي العالمي. وأضاف الدكتور محمود حمدي زقزوق رئيس مركز الحوار بالأزهر وعضو هيئة كبار العلماء، أن الأزهر والفاتيكان لديهما قيم وأهداف مشتركة من أهمها رفض العنف والإرهاب، وهو ما يؤكد أن عودة الحوار بينهما أمر يصب في صالح الإنسانية جميعا. وأضاف أن الحوار أساس لحل جميع المشكلات لأن ظواهر العنف الموجودة أوجدت الحقد والضغائن والكراهية بين أصحاب العقائد المختلفة. وأشار الدكتور محمد مهنا مستشار شيخ اﻷزهر، إلي أن زيارة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلي الفاتيكان تعد تاريخية لكونها الأولي من نوعها في تاريخ المؤسستين الدينيتين، خاصة أنها تأتي بعد قطيعة دامت عدة سنوات، بسبب تصريحات البابا السابق.