رجال الشرطة الباكستانية يحتمون خلف المتاريس الحديدية من هجمات المتظاهرين توالت موجات الغضب الشعبية ضد الرسوم المسيئة للاسلام التي نشرتها مجلة "شارلي ابدو" الفرنسية لليوم الثالث علي التوالي ، حيث خرج آلاف الباكستانيين أمس الجمعة في تظاهرات احتجاجية في الوقت الذي يتصاعد فيه غضب المسلمين في العالم اثر الفيلم المسيء الذي انتج في الولاياتالمتحدة. ونزل المحتجون الي شوارع مدينة بيشاور الواقعة علي الطريق الرئيسي المؤدي الي افغانستان وأحرقوا دارا للسينما واشتبكوا مع قوات مكافحة الشغب التي حاولت تفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع. وقال طبيب في المستشفي الرئيسي في المدينة ان خمسة محتجين علي الاقل اصيبوا. بينما أفادت أنباء عن وصول عدد الجرحي الي 15 مصابا علي الاقل بينهم واحد اصابته خطيرة. من ناحية أخري قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها دفعت اموالا لمحطات تلفزيون باكستانية لبث إعلانات يظهر فيها الرئيس الامريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون علي أمل تهدئة الرأي العام في البلاد التي شهدت احتجاجات مناهضة للفيلم المسيء للإسلام الذي انتج في كاليفورنيا. وحاولت حشود كبري اقتحام منطقة البعثات الدبلوماسية في اسلام اباد فيما جرت تظاهرات مماثلة في انحاء اخري من العالم حيث ردد المحتجون من نيجيريا وصولا الي ايرانوافغانستان "الموت لفرنسا" و"الموت لامريكا". واحيطت البعثات الغربية في العالم الاسلامي بتدابير أمنية مشددة قبل صلاة الجمعة واعلنت الحكومة الباكستانية أمس يوم عطلة وحثت المواطنين علي التظاهر السلمي وكانت الاحزاب السياسية والدينية الباكستانية اعلنت عن خروجها في تظاهرات وكذلك عدة منظمات تجارية. وأغلقت المحلات التجارية والاسواق ومحطات الوقود ابوابها. علي الجانب الآخر اعتقلت الشرطة الفرنسية شابا في جنوب البلاد للاشتباه في انه خطط لهجوم انتقامي ضد العاملين في المجلة الساخرة التي نشرت الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة. وقال مصدر قضائي إن محققين معنيين بمكافحة الإرهاب قرب مدينة طولون الساحلية المطلة علي البحر المتوسط استجوبوا الشاب البالغ من العمر 18 عاما بعد أن هدد في رسالة علي موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي بضرب عنق كل من يجده في مقر مجلة شارلي إبدو. من جانبه أكد مدير مجلة شارلي إبدو الفرنسية ستيفان شاربونييه، التي نشرت رسوما تسيء إلي النبي محمد للمرة الثالثة في السنوات الأخيرة، تصميمه علي مواصلة التهكم علي الإسلام حتي تصبح السخرية من الإسلام أمرا شائعا مثل المسيحية علي حد قوله.