لم يعد كثيرون يعملون في هذه المهنة،فقد انقرضوا وقل عددهم لدرجة أن محافظة كبيرة مثل المنوفية لم يبق منهم إلا أسطوات يمكن عدهم علي أصابع اليد الواحدة ومن أعمار كبيرة ، بدأ معظمهم هذه المهنة منذ أربعة عقود علي الأقل،عاشوا فيها أياما من الانتعاش والازدهار،ولم يرحمهم الزمن،فرأوا بأعينهم مهنتهم وهي تواجه الاندثار وتعيش لحظات الانكسار.. يطلق علي أسطوات هذه المهنة لقب «الصرماتي»، وتنطلق منهم هذه الكلمة بعفوية ولا يري العاملون فيها أي عيب، ومن بين هؤلاء التقينا بأحد اقدم وأشهر الأسطوات بمدينة شبين الكوم وهو الحاج محمدالشرقاوي،ويقول لنا إن الأهالي كانوا في الماضي يتسابقون بمجرد حلول الإجازة المدرسية لإلحاق أبنائهم لتعلم الصنعة بدون مقابل،واختلفت الأمور تماما هذه الأيام،فلم يعد هناك أجيال جديدة حريصة علي تعلم الصنعة وخاصة الصبية والشباب الذين يتجهون لتفضيل الربح السريع دون الاهتمام بتعلم أسرار حرفتنا العتيقة.. ويشير عم «الشرقاوي» إلي أن نوعية الزبائن قد اختلفت أمزجتها وطبائعها،فهناك الزبون «الرايق»، كمايوجد آخرون، تكون حالتهم الاقتصادية متعبة ونعرف ذلك من نوع وحالة الحذاء،ويقول:نتعامل مع الجميع بنفس القدر من الاهتمام» وأنهم يعتمدون علي نوعية خاصة من الماكينات لإعادة تأهيل الأحذية المنهكة وأهمها ماكينة تدعي «حنفي»، لتصليح النعال.. ويضيف نجله هشام الشرقاوي أنه تعلم هذه الصنعة من والده منذ 37 سنة وورثوها أبا عن جد، ويشير إلي أن المهنة اصبحت تعاني من أن معظم الاحذية التي يصلحونها مصنوعة من الجلد الصناعي، وفي حين أن اجود انواع الجلود هي الجاموسي والبقري، والأكثر رداءة الجلود الجملي. محمدالشامي