محمد عبدالقدوس النهاردة ذكري ميلاد الشيخ محمد الغزالي رحمه الله.. ياسلام عليه أول من طالب بالعدالة الاجتماعية باسم الاسلام، رأيته دوما نصيرا للديمقراطية وحقوق المرأة، والفن الراقي ولذلك اسألك: لماذا هذا الإمام »فلتة« أو استثناء بين الدعاة؟ وما سر غياب تلك العقليات التي تعبر عن اسلامنا الجميل، فالغالبية الساحقة خطابهم تقليدي، ويغلب عليهم التشدد!! قلت لصاحبي الحائر: هناك عدة اسباب لذلك، منها أن مناهج الأزهر ذاتها تحتاج إلي تطوير، كما أنه في ظل الاستبداد السياسي وغياب الحريات فإن الخطاب الديني يغلب عليه التشدد، وفي يقيني أن هذا الامر سيتغير بعد قيام ثورتنا المباركة التي أطاحت بالحكم البوليسي الذي كان جاثما علي انفاسنا ويتربص بالدعاة خاصة الذين لهم شعبية أو يعبرون بحق عن المسلمين، فلابد من وضع حد لهؤلاء ومنعهم من الخطابة والاتصال بالجماهير، والحمد لله انتهي عصر الطغاة الذين حكموا مصر لسنوات طوال. قال صديقي الحائر: كلامك لم يقنعني!! ياسيدي الغالبية العظمي من الدعاة كانوا دوما مناصرين للسلطة والسلطان الا من رحم دبي، وقد فضحهم الشيخ الغزالي رحمه الله في كتبه، فالشوري عندهم غير ملزمة للحاكم! وقال الشيخ الجليل: رأيت ما يسمي بالدساتير الاسلامية للحاكم فيها سلطات هائلة تتضاءل الي جانبها صلاحيات الرئيس الامريكي الذي يسكن في البيت الابيض أو الحاكم الروسي المقيم بالكرملين في موسكو!! قلت له: طبيعي أن هذا يحدث في عصور الضعف والانحطاط والتخلف الذي ساد العالم الإسلامي كله في القرون الأخيرة ولكن بعد الربيع العربي والثورة الشعبية في مصر اعتقد ان الخطاب الديني كله سيحدث فيه تجديد شامل لأن الدنيا تغيرت بالكامل.. انا متفائل بالمستقبل، وأدعوك أن تكون مثلي! أجاب: لن يحدث ذلك قبل أن أري جيلا جديدا من الدعاة يسير علي نهج إمام عصره الشيخ محمد الغزالي عليه ألف رحمة.