الطبيعة معروفة بمفاجآتها. حقيقة تنطبق علي أي مكان علي سطح الكوكب، ولايختلف الأمر كثيرا في أعماق البحر الأحمر، فوسط اللوحات الطبيعية الخلابة التي تبهر الجميع يكمن الخطر، علي هيئة أسماك سامة تهدد بأشواكها من يلمسها، وقد يحل أحد أنواعها ضيفا علي مائدة عامرة، لتنتهي الوليمة الفاخرة في المستشفي! يوضح حسن الطيب رئيس جمعية الانقاذ وحماية البيئة ان أكثر الكائنات البحرية خطورة هي سمكة العقرب، والسمكة الصخرية التي يطلق عليها البعض اسم «البومة»، وأسد البحر، وتعتبر «العقرب» هي الاكثر خطورة، لأن ظهرها يحتوي علي عدد من الاشواك السامة، وتشبه الصخرية سابقتها لكنها لاتمتلك الا شوكة واحدة تنقل السم إلي جسد من يلامسها، وقد أطلق عليها هذا الاسم لانها تختفي بين الصخور لشدة الشبة بينهما، بينما تنتشر الاشواك علي ظهر سمكة «أسد البحر»، ويشير الطيب إلي انه عند اصابة أحد الغواصين بسموم هذه الأسماك فإن أنجح علاج هو وضع الجزء المصاب في ماء درجة حرارته 40 مئوية لمدة 20 دقيقة، لأن هذا يؤدي إلي تجمد السم فيبطل مفعوله ويتحلل في الدم. بدوره يؤكد مصطفي عبدالله قائد فريق الغوص بجمعية الحفاظ علي البيئة بالمحافظة ان البحر الأحمر مليء بالاسماك السامة والخطرة، ويقول تكررت حالات التسمم وكان السبب في ذلك هو تناول وجبة اسماك القراض أو الأرنب كما يطلق عليها وجه بحري. ويؤكد سيد مرزوق عضو جمعية الانقاذ السياحي أن اعداد «القراض» زادت بشكل غير طبيعي خاصة في الاعماق، حيث تعيش علي عمق يتراوح بين 20 و 50 مترا، ويبدأ وزنها من ربع كيلو وحتي 2 كيلو بينما لايزيد طولها علي 80 سم. ويوضح أحمد سالمان «صياد» ان الصيادين يستطيعون تنظيف هذه السمكة من خلال تقطيعها بطريقة معينة، خاصة ان السم يكون غالبا تحت الجلد أو الكبد وفي أحد العروق بنخاعها لكنه يؤكد أن عملية التنظيف قد لاتفلح كل مرة. ويشير عمر علي المدير التنفيذي لجمعية هيبكا إلي ان أحد تقارير وزارة الصحة أكد أن هذه النوعية من الأسماك أحدثت وفيات بحيوانات التجارب بنسبة 100٪ لاحتوائها علي مادة نترودوتوكسين السامة التي تسبب الوفاة. البحر الأحمر - إبراهيم الشاذلي