بعيدا عن الامهات المثاليات اللاتي كرمتهن وزارة التضامن الاجتماعي..وبعيدا عن دائرة الضوء التي يتم تسليطها علي هؤلاء الامهات في عيد الام..قررنا هذا العام ان يكون الزوم علي امهات مثاليات مع ايقاف التنفيذ..امهات قاومن الحياة واعباءها.. ولم يصل إليهن المسئولون. 4 بنات وشواية سمك 4 بنات وأم وشواية سمك..هي كل التركة التي تركها الزوج قبل ان يغادر الحياة منذ عدة سنوات..جلست الام في حيرة من امرها..فكيف تستطيع ان تقود هذه السفينة الثقيلة بعد وفاة ربانها..الاعباء تتزايد..والضغوط مستمرة..والمتطلبات لا تتوقف..لا بديل اذن عن الوقوف في وجه الامواج المتلاطمة..هكذا كان لسان حال ام ولاء حتي تستطيع أن تصل بالسفينة الي بر الامان وتنجو بالبنات الاربع من قسوة الحياة..افترشت شواية السمك علي ناصية احد الشوارع الرئيسية وتوكلت علي الله في رزقها..وجاءت البركة في الرزق واصبح لشواية ام ولاء زبونها الذي يأتي اليها خصيصا..واستطاعت الام الوفاء بمتطلبات بناتها الاربع وألحقت 3 منهن بالجامعات . بائعة الخضار ابتسامتها لا تفارق وجهها..عندما تتحدث معها تعتقد انها تمتلك الدنيا بأكملها رغم انها لا تمتلك فقط سوي فرشة الخيار والطماطم التي تفترشها في الشارع..ام محمد التي تبلغ من العمر 60 عاما هي قصة كفاح مستمرة لا تنتهي..فبائعة الخضار توفي زوجها منذ 25 عاما أبت ان تنكسر او تمد يدها الي الغير..قررت ان تحارب الحياة من اجل لقمة شريفة تسد بها رمقها ورمق ابنائها الثلاثة..وبالفعل رسمت ملحمة في مقاومة الاعباء وتربية ابنائها..استطاعت عبر فرشة الخيار والطاطم ان تعلم ابناءها، فسار الابن الاكبر محاسبا، والابن الاصغر موظفا باحدي الشركات الخاصة، واستطاعت الوفاء بمتطلبات زواج ابنتها.. أم ياسمين و3 أبناء توفي زوجها منذ 6 سنوات..ترك لها 3 من الابناء في مراحل تعليمية مختلفة..ولم يترك اي ميراث يساعدها في مواجهة اعباء الحياة ومتطلبات الابناء..ضاقت الحياة امام أم ياسمين وضاق معها سبل العيش..قررت المواجهة وتحدي الظروف الصعبة..افترشت في قلب السوق القريب من منزلها الثوم والبصل حتي تستطيع توفير لقمة العيش..استطاعت من خلال القليل الذي تتحصل عليه الحاق ابنتها الكبري بكلية الاداب جامعة عين شمس، كما استطاعت توفير اموال الدروس الخصوصية لابنها الذي يدرس بالمرحلة الثانوية الان، وتوفير احتياجات ابنها الاصغر الذي يدرس بالمرحلة الاعدادية.