د. الشوادفى منصور شرىف - الاستاذ بجامعة المنوفية أربعون عاما هجريا مضت علي يوم النصر المجيد في تاريخ مصر الحديثة، يوم عاشته مصر بكل جوارحها، خيرة أبنائها يحطمون كبرياء جيش العدو الصهيوني الذي لايقهر، اسود لاتباري في عبورها لاكبر مانع مائي في تاريخ الحروب العالمية، وتحطيم حصون ودشم خط بارليف المنيع الذي يحتاج لقنبلة ذرية لتحطيمه كما ورد في ابجديات وقواميس الحروب علي مدي التاريخ الحديث والقديم، دفاعهم الجوي يسقط طائرات العدو بصواريخهم ومدافعهم الجبارة لتتناثر علي ارض المعركة كالفراش المبثوث، والقوات الجوية نسور السماء تحطم وتدمر مطارات وشبكات الاتصالات وخطوط الامداد الخلفية للعدو في سيناء ارض الفيروز المقدسة في دقة متناهية افقدت العدو توازنه وعقله في الوقت الذي تعبر فيه مئات الدبابات والمدرعات رؤوس الكباري علي القناة، ومع انطلاق اذان المغرب الله اكبر، الله اكبر، ليفطر الصائمون يتم عبور80 الف مقاتل من الجيشين الثاني والثالث لسيناء لتبدأ اضخم واكبر معارك للدبابات في التاريخ الحديث تقدم فيها العسكرية المصرية دروسا للعالم في الشجاعة والاقدام، ولم لا وهم خير اجناد الارض، اما عن المعارك الشرسة للقوات الخاصة والصاعقة خلف خطوط العدو وتماسيح البحرية المصرية من باب المندب جنوب البحر الاحمر وايلات الميناء وايلات المدمرة والضربات لموانئ العدو علي البحر الابيض فحدث ولاحرج، انها معجزة بكل مقاييس ومعايير المعجزات، ايام مشهودة عشناها نحن جيل اكتوبر المجيد كل في موقعه تحت السلاح بكل عزة وشرف. ولعلي لا اكون مبالغا ان هذا اليوم المجيد كان اسعد ايام حياتي وانا اتلقي انباء سقوط طائرات العدو في غرفة عمليات قيادة احدي فرق الدفاع الجوي التي تحمي سماء مصر، نشوة وفرحة لم اشهدها في حياتي السابقة او اللاحقة وفي هذا المقام الرفيع فلست وحدي من عاشها ولكنها مازالت تعشش في اعماق قلوب وعقول من شاركوا من ابطال في هذه الحرب المجيدة. وانني في هذا المقام العالي لا انسي ذكر بعض نجوم هذه الحرب المجيدة من القادة والجنود الابطال، فمن ينسي العميد فؤاد عزيز غالي محرر القنطرة شرق في اليوم الثاني للمعركة، ومن ينسي صائد الدبابات الرهيب المقاتل عبد العاطي الذي دمر اكثر من ثلاثين دبابة بمفرده، من ينسي العميد حسن ابو سعدة ورجاله الذين دمروا اللواء المدرع الاسرائيلي واسروا قائده عساف ياجوري وضباطه وجنوده، من ينسي الشهيد احمد حمدي قائد سلاح المهندسين الذي استشهد وهو يقيم راس كوبري علي القناة، من ينسي شهداء مصر الابرار في معارك حرب الاستزاف وحرب رمضان وعلي رأسهم زعيم الشهداء الفريق عبد المنعم رياض رئيس اركان الجيش المصري، الابطال والعظماء من شهداء مصر كثيرون لا تسعفني الذاكرة، نحتاج الي مجلدات لذكر بطولاتهم ومآثرهم. وهل يمكن ان نحتفل بهذه الذكري العظيمة دون ذكر صاحب قرار الحرب الزعيم الراحل انور السادات الذي تحمل مالا يطيقه البشر من معاناة من الصديق قبل العدو للاعداد السياسي والعسكري لهذه الحرب، واستخدامه كل ما يمتلك من الذكاء والدهاء السياسي ليقنع العالم اجمع واسرائيل ان مصر لن تحارب قبل عدة سنوات، وفي هذا اليوم المجيد يفاجئ الدنيا باكملها والولايات المتحدةالامريكية خاصة بضربته الخاطفة والمذهلة ليعيد لامته المصرية والعربية الاسلامية كرامتها وليصبح لهذه الامة حقا درعا وسيفا. تحية اجلال واحترام لكل من شارك في هذه الحرب المجيدة ممن هم مازالوا علي قيد الحياة، وصادق الدعاء بالرحمات الواسعة علي من رحلوا عن دنيانا من القادة العظام والجنود امثال المشير احمد اسماعيل والفريق اول سعد الدين الشاذلي والمشير الجمسي والمشير احمد بدوي والمشير ابوغزالة والفريق اول محمد علي فهمي والفريق عبد المنعم واصل والمقاتل عبد العاطي، وغيرهم من الابطال العظام الي جنة الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.