محمود ذو الفقار و يوسف وهبى ومحمد الكحلاوى فى العزاء أصيب الفنان محمود ذو الفقار بصدمة قاسية بوفاة زوجته عزيزة أمير، شاهدناه اثناء تشييع جثمانها وهو يتوكأ علي يوسف وهبي بك ومحمد الكحلاوي، نفس التأثر رأيناه عليه في صوان العزاء، عندما قدمنا له التعازي أكد انه قرر إعتزال الفن والعودة مجدداً إلي عمله بالهندسة، لكن يوسف وهبي بك طلب منا تقدير مشاعر الحزن التي المت به ومازالت تسيطر عليه نتيجة لصدمة رحيل زوجته والسيدة التي احبها وارتبط بها فنيا وانسانيا، وقال يوسف وهبي بك ان ما تفوه به محمود بشأن اعتزال الفن بعد رحيل الراحلة الكريمة هو قرار انفعالي وسوف يتراجع عنه عندما يهدأ تفكيره ليستكمل مشواره مع الابداع السينمائي في التمثيل والاخراج والانتاج من خلال ادارته لشركة الانتاج السينمائية التي تحمل اسم زوجته الراحلة " أميرة فيلم " للإنتاج الفني. وتعتبر الفنانة عزيزة أمير واحدة من أهم رواد السينما المصرية،كممثلة ومنتجة أيضا، بدأت مشوارها الفني علي المسرح بفرقة رمسيس منذ عام 1925، وعرفت الراحلة عزيزة أمير بأنها مختلفة وذات إرادة فولاذية، تصدت لإنتاج أول فيلم مصري روائي طويل عام 1927 بعنوان " ليلي "، ليكتب في تاريخها انها قامت بالعمل الذي عجز عنه الآخرون لتصبح رائدة السينما المصرية وسيدتها الأولي. إسمها الحقيقي مفيدة محمود غنيمي وهي من مواليد 1901، لقبت ب أم السينما المصرية فقد إقترن اسمها بتاريخ السينما المصرية كمؤسسة لهذه الصناعة، فتعتبر عزيزة أول امرأة تعمل بالسينما، بدايتها كانت في المسرح حيث عملت مع يوسف وهبي ونجيب الريحاني وبعد أن تركت عزيزة بصمتها في المسرح خطفتها أضواء السينما لتخوضها تمثيلاً وإخراجاً وتأليفاً وإنتاجاً، اتجه تفكيرها إلي الإنتاج السينمائي في بداية عام 1926، وأنتجت أول أفلامها " ليلي "، ثم خاضت أول تجربة تأليف في فيلم" بنت النيل" عام 1929، قدمت عزيزة أمير ما يقرب من 20 عملا تمثيليا من بينها افلام " ليلة الفرح » ابن البلد » وادي النجوم » شمعة تحترق "، وقامت بتأليف ما يقرب من 16 فيلما " قسمة ونصيب » فوق السحاب » الورشة » ابنتي" كما أخرجت فيلمين هما «بنت النيل» وكفري عن خطيئتك تميزت الراحلة عزيزة بالجرأة في كل أعمالها، وحضر العرض الاول لفيلمها الاول " ليلي " أمير الشعراء أحمد شوقي بك وبرفقته الزعيم الاقتصادي طلعت حرب الذي قال لها " سيدتي لقد استطعت إنجاز ما لم يتمكن الرجال من إنجازه ". الراحلة عزيزة أمير كانت تعتبر السينما إبنتها التي رأتها تكبر وتزدهر وكانت بمثابة الأم الشرعية لها، فهي من اهم رواد هذا الفن، ولها فضل اكتشاف العديد من النجوم والنجمات في شتي فروع العمل السنمائي، إلي جانب خبرتها وموهبتها في الانتاج والتأليف التي نقلتها لمن اقتربوا منها، لم تنجب عزيزة أمير سوي ابنة وحيدة اسمتها أميرة اشتغلت لفترة قصيرة في التمثيل ثم اعتزلت. الراديو المصري - 29 فبراير 1952