حتي يمكننا احتمال كل ذلك الخروج علي العقل والمنطق، حياة تطارد الخيال وتلاحق المبدعين، ويسجن فيها كل مجتهد وصاحب رأي.. نشرب من نهر الجنون حتي يمكننا احتمال الخلل في دولة القانون.. يعترف أمين الشرطة بأنه قام بعمل «دربكة» علي جسد السائق، لأنه «نرفزه» !!.. بينما تنتفض النيابة وينتفض القضاء، لأن أحمد ناجي كتب رواية (استخدام الحياة) ونشر أحد فصولها في جريدة (أخبارالأدب) الأدبية المتخصصة، ضمت بعض الألفاظ البذيئة، فأتهم بخدش الحياء العام، والنيل من قيم المجتمع !! «بذاءة الواقع» عادية ومقبولة، أما «بذاءة الرواية» فلابد من جرجرتها إلي المحاكم... وأصدرت بالفعل محكمة مستأنف بولاق أبو العلا أول أمس، الحكم بسجن أحمد ناجي عامين، وتغريم رئيس تحرير (أخبار الأدب) طارق الطاهر 10 آلاف جنيه !!.. المدهش أن الحكم ببراءة الزميلين، علي نفس القضية، سبق أن صدر من محكمة جنح بولاق في 2 يناير الماضي.. لكن النيابة العامة لم يعجبها الأمر، فاستأنفت ليصدر الحكم بالسجن لمدة عامين!!.. استمرارا لسلسلة الأحكام ضد المبدعين والكتاب والمفكرين، وكل صاحب رأي في هذه الدولة، التي تعمل النيابة والقضاء علي تمزيقها، بتجاوز القانون، وتجاوز الدستورالذي ينص علي حرية الإبداع، وعلي منع الحبس في قضايا الرأي...!! كلام العقل والمنطق (لا محل له هنا) السؤال عن محاكمة الإبداع، وعقوبة الخيال، وتجاوز الدستور والقانون (لا محل له).. لكن السؤال البديهي كيف يحبس كاتب بتهمة (خدش الحياء العام) بينما كل من يخدشون الحياة نفسها بالقتل والسجن والتعذيب والسرقة ونهب المال العام.. طلقاء أحرار وسادة..؟!