تؤكد زيارة الرئيس حسني مبارك لواشنطن .. ولقاؤه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما .. وحضوره القمة الخماسية التي جمعت عاهل الأردن ورئيس السلطة الفلسطينية ورئيس وزراء إسرائيل .. والرئيس الأمريكي .. تمهيدا لإطلاق المفاوضات المباشرة أمس الأول .. دور مصر المحوري في المنطقة .. ودورها المركزي في عملية السلام .. والذي يتمثل في الجهود الموصولة التي بذلتها مصر .. ويبذلها الرئيس مبارك علي مختلف الأصعدة لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وفقا لقرارات الشرعية الدولية .. والمرجعيات المعتمدة .. ما يؤدي إلي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .. علي التراب الوطني الفلسطيني .. وعاصمتها القدس الشريف. إن حرص الرئيس مبارك علي تحقيق السلام الشامل والدائم .. يجسد إحترامه للقانون الدولي .. وإيمانه بضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية الكفيلة بتحقيق الأمن والإستقرار للمنطقة .. وتحريرها من الارتهان للاحتلال والخوف والإرهاب الصهيوني .. وتحقيق الرفاه لشعوبها .. ووضع حد لمعاناتها .. وخاصة الشعب الفلسطيني الذي طالت معاناته كثيرا .. بفعل الإحتلال الصهيوني. إن تحقيق السلام الشامل هو الكفيل بتحقيق الإستقرار لدول المنطقة .. وهذا ما سعت مصر والدول الشقيقة لتحقيقه .. ومن أجل هذا الهدف النبيل قدموا المبادرة العربية التي تبنتها كافة القمم العربية المتعاقبة والتي من شأنها أن تنقل المنطقة من حالة الإحتقان والتوتر والخوف .. إلي الأمن والإستقرار .. إن المباحثات المهمة بين الرئيس مبارك والرئيس الأمريكي قد تطرقت إلي بحث الخطوات الواجب إتخاذها لإنجاح المفاوضات المباشرة .. وبما يؤكد دور مصر وحرصها علي إحلال السلام .. كما أنها تؤكد إحترام واشنطن لهذا الدور الذي ثبت أنه فاعل وقادر علي المساهمة في إنقاذ العملية السلمية .. من المأزق الذي وصلت إليه .. بفعل الممارسات الصهيونية العدوانية . ولا بد من الإشارة إلي قيام الرئيس بحث إسرائيل .. وأكثر من مرة .. بأن تلتقط اللحظة الحاسمة .. وتخرج من عقلية القلعة .. بإختيار طريق السلام والعيش المشترك .. بعد أن ثبت أن القوة الباغية .. لا تصنع سلاما .. ولا تضمن إستقرارا .. وأنه لا سبيل أمامها إلا الأخذ بشروط وإشتراطات السلام .. والتخلي عن النظرة الفوقية الإستعلائية .. والممارسات العنصرية البغيضة .. التي قادتها إلي سفك دماء الأبرياء .. وتحويل المنطقة إلي لغم قابل للإنفجار في أية لحظة . مجمل القول .. إن لقاء الرئيس مبارك بالرئيس الأمريكي .. وقبيل إنطلاق المفاوضات المباشرة أكد دور مصر المحوري في عملية السلام .. وشكل إعترافا دوليا بجهود الرئيس المتواصلة .. لإنقاذ العملية السلمية .. ويمثل إحتراما لرؤيته السديدة المبنية علي تجربة عميقة ثرية .. وإنحيازه بالمطلق لخيار السلام الشامل والدائم .. القائم علي إنسحاب قوات الإحتلال من كافة الأراضي المحتلة عام 1967 .. وفق سياق إقليمي يؤدي إلي قيام الدولة الفلسطينية. "وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون" صدق الله العظيم