تلقيت بسعادة غامرة البيان الذي صدر عن مجموعة من الشخصيات السياسية القبطية ، هؤلاء المصريون الذين رفضوا لقاء هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية خلال زيارتها لمصر، وذلك بعد أن وجهت إليهم الدعوة بصفتهم أقباطا مصريين ، وليس سياسيين مصريين ، معتبرين أن رغبتها في لقاء السياسيين الأقباط بعد أن التقت بجماعة الإخوان المسلمين وقيادات السلفيين ، يعد نوعا من التقسيم الطائفي الذي يرفضه الشعب المصري . إن موقف الأخوة الأقباط يستحق حقا كل التقدير والاحترام ، فالسيدة كلينتون لا تريد ذ فقط ذالتدخل في الشأن المصري الداخلي ، وإملاء الإرادة الأمريكية علي الشعب المصري ، وإنما تريد أيضا زعزعة الوحدة الوطنية ،وتقسيم الكيان المصري إلي إخوان مسلمين وإخوان مسيحيين تطبيقا للنظرية الشهيرة فرق تسد !! ولا يخفي علي أحد أن لقاءها بكل فصيل علي حدة يجعلها تحكم قبضتها علي كل منها ، بنفس ألاعيب ومصطلحات الحماية والرعاية والدعم ، وكل ذلك من أجل عيون وسلامة وأمان الابن المدلل ذ غير الشرعي ذ الذي يسمي إسرائيل ، والحصول علي تعهدات من الرئيس المصري الجديد وإخوانه يضمن الالتزام باتفاقية السلام !!. وأتوقف هنا أمام وعي الشعب المصري الذي أدرك مبكرا المخطط الأمريكي ، ولقن وزيرة الخارجية الأمريكية درسا قاسيا لن تنساه أبدا ، حتي وإن تظاهرت بخلاف ذلك ، وذلك بالاستقبال الحافل والمهيب الذي لم تكن تتوقعه (!) والمليء بكل صنوف الاعتراض والرفض ، بل وصل الأمرإلي حد الإهانة الشخصية واستخدام فضيحة مونيكا في الهتافات ، صحيح إنني أرفض التجاوز في التعبير عن الرأي ، لكن الصحيح أيضا أننا نؤمن بالمثل الشعب الذي يقول: لا تتدخل فيما لا يعنيك حتي لا تسمع ما لا يرضيك !! والمثير للدهشة حقا أن تخرج السيدة كلينتون من الزيارة بتصريح تقول فيه أن هناك تغيرات ملحوظة في مصر ! ولا أعرف هل تقصد الوزيرة بهذه التغيرات تعرضها للرشق بالطماطم والأحذية ، أم رفض السياسيين المحترمين حضور مائدتها المستديرة ، وتقديم فروض الولاء والطاعة للإدارة الأمريكية !!؟ لقد استوقفتني تصريحات صحفية للكاتب السياسي عماد جاد ، والتي أوضح فيها إنه كسياسي مصري مستعد لمناقشة قضايا المواطنة وحقوق الإنسان مع مصريين وعلي أرضية وطنية ، لكنه يرفض حضور اجتماع علي أساس ديني ، ويرفض صفقة الأمريكان والإخوان لإقامة نظام ديني في مصر ، لأن ذلك يمثل خطرا شديدا علي وحدة مصر وتماسكها . إنني أتساءل..إذا كان الإخوان المسلمون يرتضون أن تعقد السيدة كلينتون اجتماعا للإخوان وآخر للأقباط ، فلماذا إذن يرفضون قيام حزب الإخوان المسيحيين ؟!! وأين الأصوات التي كانت ترفض استقواء بعض أقباط المهجر بالأمريكان ؟! لماذا لم ترفض استقواء جماعة الإخوان المسلمين الآن بأمريكا ، بعد أن صاروا أصدقاءها وحلفاءها !!؟ وأخيرا لقد أذاع راديو إسرائيل أن واشنطن تسعي لترتيب لقاء قريب بين الرئيس محمد مرسي ، وشيمون بيريز رئيس الوزراء الإسرائيلي في مصر ، وأن هيلاري كلينتون قد طرحت هذا الأمر خلال لقائها مع الرئيس المصري ، وأن الإدارة الأمريكية تتجه من خلال مساع حثيثة ،ووعود بدعم مادي وسياسي إلي إقناع د.مرسي بعقد لقاء مع شيمون بيريز في القاهرة أو شرم الشيخ ، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيحمل معه دعوة للرئيس المصري لزيارة تل أبيب والقدس للصلاة في المسجد الأقصي ! أليس من حق الشعب المصري معرفة ما دار في اللقاء ورد الرئيس علي الدعوة التي حملتها السيدة كلينتون معها، أم إننا سنعود لعهود استقاء الأخبار ومعرفة المعلومات من الخارج ؟!