تكثف الاممالمتحدة جهودها لبدء محادثات سلام غير مباشرة بين أطراف النزاع السوري المتواجدين في جنيف بهدف وقف الحرب لكن التصريحات المشددة التي تصدر عن الجانبين تحيط عملية التفاوض بحالة من الغموض قبل بدئها. والتقي وفد من المعارضة السورية في جنيف للمرة الاولي أمس مع المبعوث الدولي الخاص إلي سوريا ستافان دي ميستورا لبحث تنفيذ ضمانات الاممالمتحدة بشأن الوضع الانساني في سوريا وقال عبد الحكيم بشار عضو الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة ان «القضايا الانسانية ستكون البند الاول خلال اللقاء مع دي ميستورا» مشيرا إلي مطالب المعارضة بوقف قصف المدنيين والسماح الفوري بوصول مساعدات الإغاثة للمحاصرين واطلاق سراح النساء المعتقلات من السجون. واوضح بشار ان القضايا الانسانية هي أساس المرحلة الاولي من التفاوض وبعدها يأتي التفاوض السياسي. وقد أكد الوفد الذي يمثل المعارضة السورية في جنيف حرصه علي نجاح محادثات السلام واختبار نية الحكومة في تطبيق قرارات الأممالمتحدة. وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط «نحن هنا من أجل إنجاح العملية السياسية وإنهاء معاناة الشعب السوري»، متهما النظام السوري بعدم الجدية. وأعرب المبعوث دي ميستورا عن تفائله عقب اجتماع عقده مع وفد المعارضة السورية في مقر إقامتهم في جنيف، مؤكدا أنه أجاب خلال اللقاء مطالب المعارضة. واشار الي أن المعارضة السورية جاءت إلي جنيف لإنجاح العملية السياسية وأن النظام هو الذي يسعي لإفشالها. وأن المعارضة السورية أجمعت في اجتماع الرياض أن تكون سوريا مدنية ديمقراطية تعددية، وأن تكون جميع مكوناتها فاعلة دون استثناء. موضحا أن مطالب المعارضة هي وقف القصف الجوي وبحث وقف إطلاق النار وبحث حكومة انتقالية وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254خاصة بنوده الإنسانية. من جانبها اكدت الحكومة السورية أنها لن تسمح أبدا برفع جماعتين مسلحتين سوريتين من قائمة المنظمات الإرهابية التي يحظر عليها المشاركة في مفاوضات السلام بجنيف. وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان حكومته تتفق مع موسكو في عدم السماح أبدا لجماعتي «احرار الشام» و»جيش الاسلام» في المشاركة في العملية السلمية وتتمسك بضرورة استبعادهما مثلما تم مع تنظيم «داعش»، والفرع السوري لتنظيم القاعدة «جبهة النصرة». وعلي الصعيد الميداني نقلت وسائل الاعلام السورية عن وزارة الداخلية قولها إن 45 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 110 أمس الأحد في هجومين بمنطقة السيدة زينب بالعاصمة دمشق حيث يقع أقدس مزار شيعي في سوريا. وبث التليفزيون الرسمي لقطات من موقع الانفجارين حيث كان الدخان يتصاعد في سماء المنطقة وظهرت النيران تشتعل في عدة مبان وبعض السيارات المحترقة. ونقلت وكالة الانباء السورية عن مصدر في وزارة الداخلية قوله إن «إرهابيين تكفيريين فجروا سيارة مفخخة عند أحد مواقف حافلات نقل الركاب تبعها تفجير انتحاريين نفسيهما بحزامين ناسفين». ووقع التفجيران في منطقة مكتظة بالسكان يقصدها الحجاج الشيعة من ايران ولبنان وأجزاء أخري من العالم الإسلامي.