من ترد إلي ترد، يزداد يوما بعد يوم التخبط والإرتباك والتناقض، ويزداد بدرجة أشد التضييق علي الحريات..قبل أسابيع حصل الباحث(إسلام بحيري)علي حكمين متناقضين في قضية واحدة.. حكم بالبراءة من تهمة إزدراء الأديان(صادر عن محكمة اكتوبر)..وحكم بالسجن لمدة عام، بتهمة إزدراء الأديان( صادرعن محكمة مصر القديمة) !!. وقبل أيام أصدرت (محكمة بولاق) الحكم ببراءة الروائي(أحمد ناجي) من تهمة خدش الحياء العام، بسبب نشر فصل من روايته(إستخدام الحياة) في جريدة أخبارالأدب، فلا عقوبة علي خيال..بينما أصدرت (محكمة جنح الدقي) هذا الأسبوع، الحكم بحبس المنتجة السينمائية (رنا السبكي) بالحبس لمدة عام، بسبب خدش الحياء العام، لقيامها بإنتاج فيلم (ريجاتا)!!..المخيف والمتردي هو حيثيات الحكم،حيث اعتبرت الفيلم (خرقا للمجتمع ولقيمه وعاداته وأعرافه، التي باتت تنهار نتيجة لمثل هذه الأعمال، التي تعصف بالأخلاق والعادات والتقاليد والأعراف، وقد تسقط المجتمع كله في بئر من الإنحلال والإنهيار الأخلاقي، وفساد الذوق العام...)!!..وتضيف الحيثيات فقرة أخري أشد خطورة(إذا كان حق الإبداع من الحقوق التي كفلها الدستور، الا أن ذلك الإبداع مقيد بالدستورأيضا، الذي أورد في مادته الثانية، أن الإسلام دين الدولة، ومباديء الشريعة الأسلامية، هي المصدر الرئيسي للتشريع، ومن ثم فإن الإبداع مقيد،بما أوجبته علينا تلك الشريعة،من عدم إثارة الفتن وحسن تربية النشء...)!!!...حيثيات حكم شديد الخطورة، حين تربط الإبداع بالشريعة، وتقاضي الفن والفكر بالمعايير الدينية والأخلاقية،وتخضع الإبداع لحكم الفقيه، وهو ما يفتح الأبواب إلي التكفير والتحريم والمنع والمصادرة!!