يعتلي عرش رئاسة مصر الأسبوع القادم أول رئيس منتخب بإرادة شعبية.. يدخل الرئيس المنتخب مقر القصر الجمهوري »الاتحادية« لتولي منصبه. وهو يعلم يقينا انه لم يعد كسابقه مبارك رئيس أزلي.. ولكنه مكلف بخدمة وطنه لمدة أربع سنوات فقط.. وعليه أن يواجه اغراءات هذا الكرسي الخطير. وكرسي.. أو عرش مصر.. علي مر التاريخ.. هو أغلي كرسي حكم بين دول العالم.. في سبيله تطاح رؤوس وتحاك المؤامرات وقد تفتح شلالات الدم.. حدث هذا منذ عهد الفراعنة وحتي عصرنا الحديث.. وكان أشهرها.. كرسي الحكم الذي جلس عليه محمد علي مؤسس مصر الحديثة.. في سبيله ذبح جميع منافسيه في مذبحة القلعة الشهيرة.. وطوال حكم عصر المماليك تنقل كرسي عرش مصر من حاكم إلي آخر بمؤامرة ومجزرة إلي ان استقرت عليه شجرة الدر.. وتركته أيضا بالقتل »بالقباقيب«..! وكان السبب الرئيسي لبريق كرسي عرش الحكم بمصر علي مر التاريخ.. هو طبيعة الحكم.. التي تغري من يعتليه بالسلطة المطلقة.. التي توحي له باستعباد شعب مصر.. وامتصاص دمه ونهب ثرواته حتي الرمق الأخير. ولكن أخيرا.. وبعد آلاف السنين.. جاءت ثورة شعب مصر في 52 يناير لتطيح ببريق هذا الكرسي إلي الأبد.. وتحدد لأول مرة لمن يجلس عليه اختصاصاته ومدته.. ليصير خادما لتحقيق طموحات وأحلام الثورة وشعب مصر.. انني مع الملايين نطالبه.. بأن يتوخي الحذر من بريق عرش مصر.. ويتوخي الحذر من الحواريين وحملة المباخر الذين يطوفون حول من يجلس علي عرش مصر ليزينون له الخبائث للحصول علي مصالحهم الخاصة. نحذره من هؤلاء الذين يسمون بطانة الحكم.. يعزلونه عن الشعب.. ويستولون علي سلطاته دون أن يدري.. فينهبون ويسرقون باسمه.. ولا يحصد هو إلا سخط الشعب.. وثورته.. علي الرئيس القادم الحذر التام حتي ينجح في مهمته. وقديما سألوا فيلسوفا عن سر النجاح.. قال لا أعرف.. ولكنني أعرف سر الفشل.. وهو أن تحاول ارضاء جميع الناس.