بعد الثورة المصرية وثورات الربيع العربي ظهرت مصطلحات جديدة مثل "بلطجية" في مصر و"شبيحة" في سوريا و"بلاطجة" في اليمن، بهذه الكلمات استهلت الناقدة ناهد صلاح كتابها الجديد " الفتوة في السينما المصرية " والذي صدر مؤخرا عن كتاب اليوم الذي تصدره مؤسسة اخبار اليوم وفيه حاولت المؤلفة الربط بين هذه المصطلحات وبين صورة الفتوة التي ظهرت في السينما المصرية وهل هؤلاء يمثلون تطورا "للفتوة" أم أنهم ميراث الفقر والجهل في المجتمع في عصور القمع والديكتاتورية؟ وتشير الكاتبة إلي أن انتشار ظاهرة العنف عالميا وازديادها في السنوات الأخيرة في ظل الهيمنة المطلقة لامريكا علي مقدرات الشعوب انطلاقا من مفهوم القوة ظهرت مفردات "الفتوة المعاصر" و"البلطجي الأمريكي" وتقدم ناهد صلاح في كتابها بحثا شائقا وجديدا عن "الفتوة في السينما المصرية" وبأسلوب رشيق تطرح فيه رؤية عميقة لهذه الشخصية الإنسانية علي شريط السينما، لتخرج منه إلي الواقع والحياة وتعود إليه ثانية لتوضح لنا مثلا كيف جسدت الأعمال السينمائية دور المرأة وكيف رسمت شخصيتها في الأفلام التي كان محورها "الفتوة" و"الفتونة"وتكشف ما هو الفرق بينها وبين شخصية "البلطجي" أو "الشبيح" التي ظهرت علي الساحة مؤخرًا، مع تصاعد الربيع العربي؟ وكيف سيتم معالجتها دراميًا في الافلام القادمة ويتعرض الكتاب لشرح كيف رسخت السينما المصرية لشخصية الفتوة، باعتباره المعادل الشعبي للحاكم وعرّفت الكاتبة الفارق بين "الفتوة" الذي يعني في العامية المصرية الرجل القوي، صاحب السلطة والسطوة، و"البلطجي" وهو الخارج عن القانون" ويخصص الكتاب فصلا كاملا عن "نساء الفتوة" ويرصد الكتاب بوضوح النزعة الذكورية للمجتمع في عصر "الفتوات" الذي لم يكن يعترف أصلا بالمرأة أو يمنحها أيا من الحقوق ويتعامل معها باعتبارها مجرد جارية أو عشيقة أو خادمة.