يتعرض حي مصر الجديدة، لهجمة شرسة، تستهدف الأشجار الوارفة التي يصل عمر بعضها 70 عاما بحجة توسعة الشوارع وزيادة عدد حارات مرور السيارات دون أي اعتبار للقوانين البيئية والموروث الحضاري والذوق والجمال وحق سكان الحي في متنفس طبيعي يخفف عنهم وطأة التلوث الذي تغرق فيه القاهرة كلها. تجرأ القتلة علي أشجار حديقة الميريلاند العريقة، ولولا وقفة الأهالي وتحرك وزير البيئة لتحولت الميريلاند التي تصل مساحتها 50 ألف فدان إلي كتل خرسانية ومولات تجارية لا تزيد مصر الجديدة إلا خنقا وزحاما. ومع قرار إلغاء مترو مصر الجديدة تصور الأهالي أنه سيتم مد الجزيرة الوسطي الخضراء المحيطة بشريطي المترو لتصبح حدائق تتوسط شوارع الأهرام والميرغني والحجاز وأبوبكر الصديق وغيرها من الشوارع التي كان يخترقها المترو بخطوطه الثلاثة - الميرغني والنزهة وعبد العزيز فهمي - رغم أن البعض مازال يرفض أصلا إلغاء مترو مصر الجديدة باعتباره من معالم الحي. وذهب البعض الآخر بخياله إلي حد رؤية شوارع مدن راقية مثل باريس ومدريد وهانوفر في مصر الجديدة متصورين أن محافظة القاهرة لن تتردد في ملء المساحات التي كانت تشغلها قضبان المترو بالأشجار والورود لتحافظ علي جمال مصر الجديدة كما تمني البارون امبان مؤسس الحي منذ مائة عام، لكن كانت الفاجعة، عندما استيقظ الأهالي هذا الأسبوع، علي الجرافات وهي تقتلع الأشجار من الجزيرة الوسطي بشارع أبو بكر الصديق، في المنطقة من ميدان التجنيد إلي ميدان المحكمة، مما يعني أن المحافظة قررت نصب المشانق لكل ماهو أخضر وجميل في مصر الجديدة. بدءا من الميريلاند مرورا بأشجار ميدان هليوبوليس التي تم اقتلاعها فعلا. وأخيرا الجزيرة الوسطي بالشوارع. تحرك يا وزير البيئة لوقف المذابح قبل فوات الأوان.