نعم ستتجه أنظار العالم كله اليوم إلي مصر لمعرفة نتيجة محاكمة القرن التي تم فيها لأول مرة في التاريخ محاكمة رئيس دولة سابق ونجليه في وقت واحد عن الجرائم التي إرتكبوها في حق البلد التي إستأمنتهم علي شعبها.. نعم سينتظر العالم كله نتيجة هذه المحاكمة المدنية العادلة التي سيتم فيها وضع تاج إضافي من النزاهة والشرف علي صدر قضاة مصر الذين حاكموا رئيسهم السابق محاكمة عادلة أعطوا له ولنجليه الفرصة الكاملة لكي يدافعوا عن أنفسهم نعم سيشهد العالم كله بعظمة ثورة 25 يناير التي قضت بأن تكون محاكمة مبارك ونجليه محاكمة مدنية وليست محاكمة ثورية قد يكون فيها الحكم ظالما أو يستشعر البعض ذلك عند حدوثه0 هذا الحكم الذي سنسمعه اليوم قد يكون بالبراءة أو بالسجن المخفف أو بالسجن المشدد لأن القاضي يحكم بضميره وبالأوراق والمستندات والأدلة والبراهين والقانون ويكون مجردا من أي هوي 00 قد يري البعض بعد سماع الحكم أنه لايتناسب مع الجرائم التي إرتكبها الرئيس السابق ونجلاه في حق مصر إذا كان الحكم مخففا وقد يري فريق ثان أن الحكم فيه تشدد لايتفق والجرائم التي إرتكبها الرئيس السابق ونجلاه ولم يراع سنه التي إقتربت من الخامسة والثمانين وقد يثور الكثيرون إذا فوجئوا بأن القاضي قد برأ الرئيس السابق من كل الإتهامات التي تم توجيهها إليه ليس لأنه لم يرتكبها لكن لأن القاضي لم يقدم له من الدلائل والقرائن مايثبت ضلوع المتهم في إرتكاب هذه الجرائم 0وبالتالي يكون الحكم بالبراءة لعدم كفاية الأدلة . أي أن حكم اليوم لن يرضي الجميع.. لكن من حق المتضرر أن يلجأ إلي درجة أعلي من التقاضي سواء كان ذلك من قبل النيابة التي قد لاترضي عن الحكم إذا كان مخففا لأنها هنا بمثابة ممثلة الإدعاء وقد يطعن الرئيس السابق ونجلاه في الحكم أمام محكمة النقض سواء كان الحكم مخففا أو مشددا لذلك يجب أن نحترم حكم القضاء ويجب أن نضبط مشاعرنا ولانجعل إنفعالاتنا تتسبب في الإضرار ببلدنا لأننا لو كنا قد تعاملنا مع الرئيس السابق ونجليه وكل قيادات النظام بأسلوب المحاكم الثورية العاجلة لكانوا جميعا في عداد الأموات منذ عدة شهور مضت بعد أن يتم إعدامهم جميعا لكن لم نفعل ذلك حتي لايكون ذلك نقطة سوداء في تاريخنا أمام أنفسنا وأمام العالم 0لكن مادمنا قد صبرنا كل هذا الوقت وسجل التاريخ أن رئيس مصر السابق قد تم وضعه في القفص هو ونجلاه وعدد من رموز نظامه بعد ان كان منذ شهور قليلة سابقة وعلي مدي 30 سنة مضت ملء الاسماع والأبصار لذا أناشد الجميع أن نكون شعبا متحضرا كما هو حالنا بالفعل بعيدا عن أي صورة من صور الهمجية ، وأن نتعامل مع الحكم الذي سيصدر اليوم بالعقل وليس بأي طريقة أخري قد تضر بنا وببلدنا وتشوه صورتنا أمام العالم بلا داع.. اللهم بلغت.. اللهم فإشهد.