لا أري.. الخوف في عيون المصريين بعد إعلان نتائج انتخابات الرئاسة وانحصار المنافسة بين د. محمد مرسي مرشح الاخوان والفريق احمد شفيق المرشح المستقل. والخوف - الذي لا أراه - وضع المصريين بين شقي الرحي.. الإخوان والفلول! فإذا قبض الاخوان علي السلطة لن يرحلوا ولنا في حماس وإيران المثل ويزداد الخوف علي تحول البلد إلي دولة دينية مستبدة لا تحترم حقوق الأقليات رغم تعهد د. مرسي بالتعامل مع كل المصريين علي مسافة واحدة ولا فرق بين مسلم ومسيحي.. وعلي الجانب الآخر يري المصريون في اختيار شفيق رئيسا هي عودة إلي الوراء وإعادة النظام القديم إلي سدة الحكم ويتخوف كثيرون من استعانة شفيق بمعاونين من النظام السابق بالإضافة إلي مساعيه المتوقعة بالعفو عن مبارك وأولاده ثم التخوف الأكبر ان يبتعد شفيق عن تحقيق أهداف الثورة. هذان الرأيان هما السائدان بين الشعب المصري وأقول لمن يريد من المرشحين بسط نفوذه علي البلاد، ويأبي أن تكون لسلطته بعد الثورة رادع فهو حالم، ولمن تسول له نفسه بأن تكون الهمجية وشهوة السلطة هي طريقه إلي كرسي العرش فهو حالم! أرجوكم لا تلونوا الديمقراطية بلون مصالحكم ولكن لونوها بلون الوطن. لا أسمع.. الأصوات التي تنادي بمقاطعة الانتخابات وإبطال أصوات الناخبين بحجة ان المرشحين ليسا علي هواهم. فالمقاطعة خيار سلبي ويفتح الباب علي مصراعيه للتزوير، فإن لم يكن في صناديق الاقتراع، فيكون التزوير من المنبع، أي تزوير إرادة الناخبين بالزيت والسكر والمال فلا تسمحوا لأنفسكم ان يكون الدين والمال هما وسيلتان للتأثير علي قرار يحدد مصير بلد ومستقبلها وأيا كان الرئيس القادم لابد ان نتوحد خلفه ونرفض دعاوي الوقيعة التي تسيء إلي سمعة مصر. لا أتكلم.. عن الإهانات والتجاوزات والملاسنات بين أنصار د. محمد مرسي والفريق شفيق فالهجوم القاسي بين الطرفين لا يصب أبدا في مصلحة بلدي، بل يزيد الفرقة والضغينة بين أبناء الشعب الواحد! فإذا اختارنا الرئيس بإرادة حرة علينا احترام هذه الإرادة والوقوف وراء شرعية الصناديق ويبقي لنا كلمة وهي التأكيد علي ضرورة اختيار المرشح للرئاسة علي أساس المواطنة وسيادة القانون وعدم التمييز وأن يكون الاختيار بما تمليه علينا ضمائرنا ونضع علامة صح أمام الرجل الذي يستطيع أن يبحر بمصر إلي شاطئ الأمان.