النصف الثانى من المجتمع يغير الحياة السياسية لأول مرة يبدو أن حرارة صيف 2102 زادت من سخونة مشاركة المرأة المصرية في الانتخابات الرئاسية.. فقد شهدت أول انتخابات رئاسية مصرية 001٪ إقبالاً كثيفاً وملحوظا من نساء مصر، بمختلف توجهاتهن السياسية والدينية والاجتماعية، ليفوق حضورهن عدد الرجال، المشاركين في الانتخابات. وحرصت جميع فئات وأعمار سيدات مصر علي المشاركة والإدلاء بأصواتهن، لاختيار رئيس مصر القادم، لتكشف النقاب عن دورها الجاد والرئيسي في العملية الانتخابية، وهي رسالة خاصة منها للمجتمع تثبت فيها أنها القائد في هذه الانتخابات سواء بتصويتها أو تأثيرها علي قرارات الأسرة.. وبشهادة عالمية، حصلت سيدات مصر علي لقب أقوي نساء العالم، ففازت بلقب صاحبة أكبر طابور انتخابي.. ففي فيينا سلطت جميع وسائل الإعلام النمساوية الضوء علي إقبال السيدات في الحياة السياسية، واصفة إياها »بالمرأة الحديدية« لصبرها وإصرارها علي المشاركة والانتظار في طوابير الانتخابات ساعات طويلة.. وفي واشنطن، ذكرت صحفية نيويورك تايمز أن المصريين وجدوا متعتهم في التوجة لصناديق الاقتراع لأول مرة لاختيار رئيس الجمهورية، وأشادت بمشاركة المرأة في هذه الانتخابات والتي أثبتت أنها أقوي نساء العالم ويمكنها تغيير الحياة السياسية في مصر تبعا لمشاركتها.. من ناحية آخري ركزت وسائل الإعلام الفرنسية علي الإقبال الكثيف للمصريين وخاصة المرأة التي تحدت جميع الظروف حولها لكون الشريك الأول لاختيار من يعتلي كرسي رئاسة الجمهورية.. الخروج من القمقم وتفسر رانيا صلاح عبدالكريم استشاري بحوث الاتصالات والإعلام هذه المشاركة بأن المرأة كانت مضطهدة في وقت سابق، وأن هذه الانتخابات أتت لتخرجها من »القمقم« الذي حبست فيه، لتشعر بحريتها لأول مرة، مشيرة إلي أن المرأة لها دور فعال في تغيير مؤشرات المجتمع ولذلك حرصت علي المشاركة في الحياة السياسية التي كانت خارج دائرتها.. وتتفق معها د. عزة كريم أستاذ علم الاجتماع قائلة إن هذه المشاركة هي أكبر دليل علي أن المرأة لا تقل في المجتمع، فهي تشعر بشكل كبير بقيمة الرئيس الجديد المنتخب، ولذلك فلابد من وقفة إيجابية لإحداث التغيير.. فقد أثبتت المرأة أنها لم تعد في حاجة لمجلس أو مؤسسة لنصرتها، فهي ليست المرأة التي يصورونها ضعيفة بل هي أقوي من الرجل في دفع المجتمع. لجنة معاشات وتؤكد د. جورجيت القلليني عضو البعثة المصرية لمراقبة الانتخابات بأن المرأة المصرية أكثر سيدات العالم إيجابية وإصراراً وصبراً، ودليل علي ذلك وقوفها في طابور طويل لساعات للمشاركة في الانتخابات، أيضا إصرارها علي رصد المخالفات التي تحدث في مقار اللجان، أي أنها كانت حريصة علي الحفاظ علي المناخ الشرعي للحياة السياسية، فقد استردت المرأة ثقتها بنفسها مرة أخري. أما الدكتور أحمد مجدي أستاذ علم الاجتماع السياسي فيري أن مشاركة المرأة هو الشعور بأنها لها دور أساسي في الحياة، وهناك أنواع كثيرة من مشاركات المرأة، الأول منه مشاركة سيدات عن طريق الحشد وهو يقع تحت بند الطاعة، فكيثر منهن شاركن لأن المرأة بطيعتها تتبع رأي أولي الأمر، أما الثاني مشاركة السيدات فوق سن الستين عاماً، حرصاً منهن علي تحقيق الاستقرار، ولأن مصر تمثل لديهن المرأة العظيم ذات المكانة الرائدة بين دول العالم، ولذلك فالمشاركة في العملية الانتخابية لأنهن يردن رؤية مصر »جميلة« كما كانت في صباها »سابقا«، فقد عاصرن مصر في أجمل حالاتها التي يريدن عودتها الآن.. أما الطرف الثالث من سيدات مصر فهن اللاتي شعرن بأن المرحلة الانتقالية الجديدة للمجتمع لابد أن يكون لها بصمات واضحة في وضع معالم جديدة لها.