في عام 1990 أعلن اتحاد الكرة تطبيق الاحتراف.. في عام 2010 يكلف مجلس إدارة اتحاد الكرة المهندس هاني أبوريده نائب رئيس الاتحاد بوضع آلية تطبيق الاحتراف.. ما الفارق بين احتراف موديل 1990 وموديل 2010 .. لاشك أن هناك فوارق كبيرة غير العشرين عاما التي مضت في نظام أعرج يسير في اتجاه واحد وهو توجيه الملايين لجيوب لاعبين وسماسرة ولا يضع علي أي منهم التزام المحترفين بالإضافة إلي تمكين إدارات هاوية في إنفاق مئات الملايين كل عام في شراء وبيع لاعبين دون ضوابط .. وهذا هو الفارق.. حينما أصدر الاتحاد الدولي قراره بتطبيق نظام الاحتراف في القارة الإفريقية بعد الاتفاق مع المسئولين في الاتحاد الأفريقي في موسم 2011- 2012 بعد مهلة الموسم الواحد تصور البعض أننا قد سبقنا العالم بنظام الانتقالات الذي تم إقراره في عام 1990..والذي نتعامل معه إعلاميا وجماهيريا علي أنه احتراف ونتكلم عنه ليل نهار في حين أنه لا يمت للاحتراف الحقيقي بصلة غير السباق المحموم علي شراء لاعبين وارتفاع قيم صفقات الانتقال إلي أرقام فلكية.. بعد 20 عاما من الوهم يستولي أبوريده من خلال موقعه في الاتحادين الدولي والأفريقي في وضع التصور النهائي لنظام الاحتراف الذي يلزم الأندية بتطبيقه لتلعب في دوري المحترفين والتي لن تنطبق عليها القواعد الموضوعة في النظام الجديد ستحرم من المشاركة في هذا الدوري ويكون عليها الانتقال إلي دوري الدرجة الثانية أو دوري الهواة.. يرتبط هذا النظام أيضا بالاشتراك في دوري أبطال أفريقيا الموسم بعد المقبل حيث سيفرض الاتحاد الأفريقي علي الدول التي تريد المشاركة في البطولة الكبري للأندية أن تكون قد انخرطت في هذا النظام الاحترافي وإلا يكون عليها أن تشارك في مسابقة الهواة.. من أهم القواعد الجديدة التي يضعها نظام الاحتراف علي الأندية أن تكون إدارة كرة القدم من خلال شركات مساهمة كما حدث في أسيا ولكنه شرط غير ملزم ويمكن تطبيقه من عدمه بعد أن يستقر الاتحاد الأفريقي علي الضوابط التي سيسير عليه نظامه ولكن بصفة عامة فإن الفيفا كما يقول أبوريده يسعي إلي تطوير الأندية ماديا وإداريا وهو ما يؤدي إلي تنميتها سواء وأن تكون إداراتها من خلال المساهمين من أعضاء النادي أو بشركاء من الخارج ويكونوا من المشاركين برأس المال في الشركة المالكة لنشاط كرة القدم وأن يعلن رأس مال كل منها وأن تتم وفقا لقواعد إشهار الشركات وأن تكون للاعبين عقود محددة المدة والراتب والالتزامات المترتبة عليه. وتخضع الميزانية الخاصة بكرة القدم للقواعد المحاسبية المنفصلة عن النشاط العام الآخر للأندية. من القواعد أيضا التي سيلتزم بها كل ناد يريد دخول عالم الاحتراف أن يكون له ملعب خاص وتحدد سعات الاستادات وفقا لما ستقرره اللجنة التي يرأسها هاني أبوريده ويمكن أن تزداد من مرحلة إلي أخري وفقا لخطة مرحلية في السنوات التالية علي إطلاق نظام الاحتراف حيث تعطي مهلة تدريجية لأن يكون لكل ناد يلعب في دوري المحترفين ملعب خاص ويتدرج في السعة ليكون بعد 3 أو 4 سنوات من بدايته في حدود 15 أو 20 ألف متفرج.. وسيكون من أهم الخطوات التي ستطبق تكوين رابطة الأندية المحترفة التي تدير المسابقة.. سيبدأ أبوريدة واللجنة التي سيرأسها في الترتيب للنظام الجديد من خلال اللقاءات المتوالية مع مندوبي الأندية لتنهي 20 عاما من الوهم وتبدأ في عصر الاحتراف الحقيقي.