علامة تعجب ضخمة رسمها حادث تحطم الطائرة الروسية في سيناء الاسبوع الماضي نتيجة القفز إلي النتائج السلبية قبل انتهاء التحقيقات وتفريغ محتويات الصندوقين الاسودين للطائرة رغم عدم وجود مؤشرات مؤكدة علي عمل ارهابي ، ولكن تسرعت روسيا وغيرها في إجلاء رعاياهم من شرم الشيخ وكأنها منطقة منكوبة تهدد حياتهم بالخطر بينما علقت اسبانيا علي قرار حظر السفر لمصر بأنه لا يوجد بلد في مأمن من الارهاب،من الطبيعي ان تحرص كل دولة علي سلامة مواطنيها بل هو واجب عليها في حالة وجود تهديد حقيقي..أما تعليق روسيا وبريطانيا لرحلات الطيران فهو تسرع غريب خاصة مع التقارب المصري الروسي في الشهور الاخيرة سياسيا واقتصاديا حتي أن المفاعل النووي في منطقة الضبعة أسند إلي شركة روسية.. ولكن لم تنتظر الحكومة الروسية انتهاء التحقيقات التي يشارك فيها خبراء روس مع المصريين لمعرفة السبب الحقيقي لتحطم الطائرة وانحازت لفكرة زرع قنبلة علي الطائرة بمطار شرم الشيخ للتشكيك في سلامة الاجراءات الأمنية بالمطار.. وهو ما يعزز فكرة المؤامرة علي ضرب السياحة في مصر في بداية الموسم الشتوي خاصة بعد تعافيها وعلقنا عليها الآمال ليعوض الاقتصاد المصري بعض خسائره حتي أتت هذه الضربة للسياحة في مدينة شرم الشيخ مدينة السلام والجمال التي تعقد فيها المؤتمرات العالمية لأن تأمينها محكم ولهذا رفض الكثير من السائحين مغادرة المدينة وأعلنوا شعورهم بالأمان الكامل واستمتاعهم بجمال المدينة المميز. ورغم سقوط طائرة روسية أخري في السودان بعد أيام من سقوط طائرة شرم الشيخ ولكن العالم لم يثر تلك الزوبعة التي قامت ضد مصر لأنهم يكيلون بمكيالين، لا نقلل بالطبع من خطورة حوادث سقوط الطائرات خاصة اذا كان عدد الضحايا كبيرا ونقدم خالص عزائنا لأهالي الضحايا ولكننا نتعجب من هذا التسرع اللافت للنظر والذي يحمل كثيرا من الظلم والتحامل علي الأمن المصري ويستدعي هذا الحادث مراجعة الاجراءات الامنية بجميع مطاراتنا لتشديدها بما يتفق مع المواصفات العالمية حماية للبشر والممتلكات وحرصا علي سمعتنا التي يحاولون تشويهها عبثا..ليست الضربة الاولي للسياحة المصرية ولن تكون الاخيرة ولكن سنعبر هذه الأزمة سريعا بتوجيه حملة اعلامية واعلانية للخارج تؤكد ان مصر تتمتع بالامان فكما روج الاعلام لاحتمال التفجير الارهابي واصطاد البعض في الماء العكر فعليه ان يصلح ما أفسده تلبية لمصلحة الوطن لأن من أشعل النيران يطفئها.