جامعة قناة السويس تتراخي في فصل المتهم لمدة خمسة شهور مأساة في كلية الزراعة بجامعة قناة السويس تكشف عن خراب ذمم البعض عندما يصل الأمر بأن يتآمر طالب دراسات عليا علي أستاذه ويتسبب له كذبا في فضيحة، بل وتساعده إدارة الجامعة في الانتقام من هذا الأستاذ وزوجته التي تزامله في نفس الكلية ويتسبب هذا في إحالة أستاذه إلي مجلس تأديب وحرمانه من الترقي..ة ولم تنصفه سوي النيابة والطب الشرعي وأخيرا المحكمة التي كشفت المؤامرة وقضت بحبس هذا العضو الفاسد لمدة ثلاث سنوات والذي كان سيتولي تعليم الطلاب بعد ذلك.. بل وقضت بفصله من الجامعة إلا أن الجامعة لم تنفذ ذلك لمدة خمسة شهور كاملة وقررت منذ أسبوع فقط فصله من الجامعة !! ماذا حدث في كلية الزراعة بالإسماعيلية ؟ وماهو سر ماحدث ؟ ولماذا وصلت الأمور إلي هذا المستوي من التدني ؟ السطور القادمة تكشف بالمستندات التي تحت ايدينا ماحدث.. ونضعها أمام وزير التعليم العالي الجديد لعله يجد وضع نهاية لها. كانت البداية عندما نشرت الصحف قبل ثورة 25 يناير بعدة شهور أن العشرات من أعضاء هيئة التدريس بكلية الزراعة جامعة قناة السويس بسحب الثقة من د.محمود عبد المحسن عميد الكلية ووقفه عن العمل إحتجاجا علي المخالفات الإدارية التي تمت داخل الكلية خلال الفترة الماضية منذ توليه عمادة الكلية، وتقدم نحو 30 أستاذ ورئيس قسم بالكلية بمذكرة عاجلة إلي وزير التعليم العالي في ذلك الوقت د.هاني هلال يطلبون فيها بالتحقيق مع عميد الكلية وإعفائه من منصبه، وقال الأساتذة أن هناك عشرات الوقائع المدعمة بالمستندات تؤكد مخالفة العميد لقانون تنظيم الجامعات تتمثل في قيامه بتشكيل اللجان دون العرض علي مجلس الكلية مشيرين إلي أن العميد يصدر قرارات متناقضة تماما مع قرارات مجالس الاقسام المختلفة بالكلية مما تسبب في حالة من البلبلة والعشوائية في إدارة العمل داخل الكلية وحذر الأساتذة وقتها من تدهور العملية التعليمية بالكلية وانتقدوا سياسة العميد وتعسفه في قراراته بما يؤدي لخلق العديد من المشكلات بين أعضاء هيئة التدريس وداخل الأقسام المختلفة، وقال الأساتذة أنهم تقدموا بعشرات الشكاوي لرئيس الجامعة في ذلك الوقت د.محمد الزغبي لبحث المشاكل المفتعلة داخل الكلية والوقوف علي حلها إلا أن الزغبي تجاهل شكواهم تماما مما إضطرهم لتقديم مذكرة عاجلة إلي وزير التعليم العالي. الانتقام من الأستاذ بعدها فوجئ الجميع بمذكرة من عميد الكلية قرر علي أثرها د.الزغبي رئيس الجامعة في 15 أكتوبر عام 2010 بإحالة رئيس قسم وقاية النبات بكلية الزراعة بالإسماعيلية إلي مجلس تأديب لخروجه عن مقتضيات وظيفته كما أصدرقرارا بتحويل د.كامل أحمد حسين طرطورة الأستاذ المساعد بقسم النبات للتحقيق بتهمة تمزيق ورقة إجابة طالب بالدراسات العليا بقسم النبات بعد أن قام الطالب ويدعي عمر عبد الهادي القصري في الخفاء بنزع ورقة من كراسة إجابته قبل تسليمها للكونترول وسلم كراسة الإجابة ينقصها هذه الورقة.. واتهم الطالب أستاذه د.كامل أحمد حسين بأنه هو الذي فعل ذلك بكراسة إجابته للإنتقام منه بسبب عدم انتظامه بحضور المحاضرات لكن الجميع فوجئوا بعد ذلك بالطالب وقد أظهر الورقة المقطوعة وقال إن زوجة أستاذ المادة د.سحر جمال الدين الأستاذة المساعدة بالكلية هي التي أحضرت له هذه الورقة انتقاما من زوجها لأنها اكتشفت أنه يفضل عليها فتاة أخري يريد أن يقترن بها !! وبدأ البعض يتشكك أن ماحدث كان بالاتفاق بين طالب الدراسات العليا وعميد الكلية خاصة بعد أن فوجئ أستاذ المادة بخطاب من عميد الكلية يحيله إلي التحقيق بهذه التهمة في الوقت الذي كان طالب الدرسات العليا قد اعترف أمام أستاذين من الكلية قبل بدء التحقيقات التي تمت بعد ذلك مع أستاذه في مجلس التأديب الذي تم إحالته إليه أنه هو الذي قام بنزع ورقة الإجابة من الكراسة بناء علي أوامر العميد وأبلغوا زميلهم د.كامل حسين بذلك وقررا أنهما مستعدان للشهادة في هذه التحقيقات.. بل وسجلا له ذلك كتابة بخط يد كل منهما.. إلا أن د.كامل فوجئ بإنتهاء هذه التحقيقات الصورية معه ودون السماح للشهود بأخذ رأيهم وإقترح المحقق إحالة د.كامل إلي مجلس التأديب نظرا لعظم التهم الموجهة إليه. النيابة تكشف المستور ولم يجد د.كامل أمامه سوي اللجوء إلي النيابة العامة قبل بدء التحقيقات الخاصة بمجلس التأديب الذي تم تشكيله للتحقيق في كيفية إختفاء ورقة الإجابة الخاصة بالطالب ثم ظهورها مرة أخري معه ومع عميد الكلية وعندما علمت الجامعة بذلك سارعت بانهاء التحقيقات في مجلس التأديب برئاسة د.فهيم خليفة نائب رئيس الجامعة لشئون فرع السويس في ذلك الوقت علي الرغم من المخالفات القانونية التي جرت أثناء التحقيقات.. وأدان مجلس التأديب د.كامل بعقوبة اللوم والحرمان من الترقية لمدة عام بعد اتهامه بأنه قام تمزيق الورقة الإمتحانية للباحث المذكور أثناء التصحيح ونزع منها صفحة وأعاد ترقيم الصفحات بخط اليد، وأنه قام بإعادة توزيع الدرجات علي الأسئلة المتبقية مما ساعد علي رسوب الطالب في إمتحان مادة الفسيولوجيا تحولات غذائية »ب« في إمتحان الدراسات العليا. ولم تخل حيثيات حكم مجلس التأديب وقتها من إلصاق أفعال وأقوال للدكتور كامل علي الرغم من عدم استدعائه أو أخذ أقواله علي الإطلاق.. وقامت الجامعة بإرسال قرار مجلس التأديب للنيابة العامة بهدف إنهاء التحقيقات، إلا أن النيابة العامة استكملت تحقيقاتها دون ان تلتفت لقرار مجلس التأديبوجاء تقرير الطب الشرعي لها يحتوي علي 12 بند يثبت أن الورقة المنزوعة تم نزعها خلال النصف ساعة الأولي من الإمتحان كما الإجابة عنها تمت خارج اللجنة وفي وقت لاحق لأداء الإمتحان وأصدرت قرارها بإحالة الطالب إلي محكمة الجنايات. وكان تقرير النيابة والطب الشرعي عكس تقرير عميد الكلية الذي قام بكتابته في 7 أغسطس 2010 وبه معلومات مخالفة للحقيقة التي كانت النيابة قد إنتهت إليها وظهر وكأن الهدف هو إلصاق التهمة بالدكتور طرطورة بأي شكل.. وسطر فيه العميد في البند رقم (7) "ولوحظ في الطرف الأيمن العلوي من الورقة وجود مكان نزع الورق من الدبابيس, وبمطابقة الورقة رقم "6" علي مكان الدبابيس الموجودة علي الورقة الامتحانية التي نزعت وجد أنها متطابقة" وكان ذلك علي خلاف تقرير الطب الشرعي الذي اثبت خلو الورقة الامتحانية المنزوعة من اي آثار للدبابيس ما عدا الدبوس الأيمن العلوي. الحبس والعزل وأحالت النيابة القضية بكاملها الي القضاء لكن بعد أن نظرت المحكمة برئاسة المستشار حسن محمود فريد السيد وعضوية المستشارين خالد حماد ومحمد عاطف محمد النيداني في 24 ديسمير الماضي الموضوع من كل جوانبه قضت بالحبس المشدد لطالب الدراسات العليا المزور مدة ثلاث سنوات وعزله من وظيفته وكان ذلك في 24 ديسمبر من العام الماضي وقالت المحكمة في حيثيات حكمها أنه قد إرتاح وجدانها بعد سماع الشهود والنيابة وتقرير خبير أبحاث التزييف الذي أثبت بما لايدع مجالا للشك توافر القصد الجنائي كاملا لدي المتهم حال إظهار الورقة المفردة المنزوعة من كراسة إجابته عقب ظهور نتيجة الإمتحان برسوبه في مادة فسيولوجيا تحولات غذائية حيث ظل قابعا ينتظر ماسيسفر عنه تصحيح المادة إلي أن علم برسوبه فأظهر تلك الورقة وماتشتمل عليه من إجابات نموذجية بغية إعادة التصحيح وفق الوضع الجديد باعتباره ناجحا لفقد إحدي ورقات إجابته، وفي الحالتين تكون قد توافرت مصلحته يقينا جراء فعله المؤثم والصادر من شخص مؤتمن علي مستقبل العديد من الطلبة داخل كليته إلا أنه لم يرع أمانته حق رعايتها وأساء لصرح تعليمي يعمل فيه .. كما إدعي كذبا بقيام د.كامل أحمد حسين طرطورة بتدبير تلك المكيدة له علي خلاف الحقيقة وذلك بغرض الترقي لدرجة علمية دون وجه حق مما ترتب عليه مجازاة د.طرطورة باللوم والحرمان من الترقية لمدة عام دونما جريرة لذا قررت المحكمة معاقبة عمر عبدالهادي عبدالله القصري بالسجن المشدد ثلاث سنوات ومصادرة المحرر المزور المضبوط وإحالة الدعوي المدنية إلي المحكمة المدنية المختصة وألزمته بالمصاريف الجنائية. بعدها تقدم د.كامل بعد صدور الحكم بطلب رسمي إلي رئيس الجامعة يطلب منه إحالة كل من الأساتذة إيمان إسماعيل مغازي الأستاذة بقسم البساتين ود.إسلام الشيخ الأستاذ المساعد بقسم الهندسة الزراعية الممثل لكونترول الدراسات العليا ود.عبد الحميد ملوك رئيس لجنة الإمتحانات وأعضاء لجنة المراقبة ومن بينهم د.أحمد الشاعر إلي التحقيق بخصوص سرقة ورقة الأسئلة والأجوبة لإمتحان مادة فسيولوجيا التحولات الغذائية الخاصة بالطالب المدان حيث أنهم أدلوا بأقوال تخالف تماما الحقيقة أمام مجلس التأديب في الدعوي التأديبية رقم 86 لسنة 2010 والنيابة العامة في الجناية رقم 3286 لسنة 2011 ج ثالث " نفس الواقعة " لإلصاق التهمة له وتبرئة ساحة الفاعل الحقيقي وهو الطالب بمساعدة عميد الكلية وأيضا للإهمال الجسيم في أداء واجباتهم الوظيفية مما ساعد علي سرقة الورقة الإمتحانية أثناء حيازتهم لها إلا أن الجامعة لم تهتم بمجرد الرد علي الطلب علي الرغم من صدور حكم المحكمة والسبب في ذلك أن عميد كلية الزراعة المتهم في هذه القصة المأساوية قد أصبح نائبا لرئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب!! تحدي المحكمة الغريب ان الجامعة ظلت تصرف راتب المدرس المساعد الذي قضت المحكمة بسجنه لمدة ثلاث سنوات ولم تقم بفصله منذ عدة ايام بعد أن تدخل عميد كلية الزراعة الجديد وطلب ضرورة فصله حتي لايتسبب ذلك في وضع العميد الجديد تحت طائلة القانون !! وقد دفع كل هذا د.كامل أحمد حسين بالتقدم هو وزوجته د.سحر بشكوي جديدة إلي د.محمدالنشار وزير التعليم العالي الجديد عله يجد نهاية سليمة لهذه المأساة بكلية الزراعة بجامعة قناة السويس بعد أن أصبح د.كامل وزوجته لايستطيعان مباشرة عملهما بالكلية في أمان الله مثل بقية البشر بسبب الصراع الدائر بينهما وبين عميد الكلية السابق كما يقولون والذي أصبح نائبا لرئيس الجامعة حاليا وأصبح هناك حرج في إدارة الجامعة في التعامل مع مأساتهما بمنطقية وحل المشكلة بما يرضي الله.