عشرات الصحفيين والمصورين وموظفي وزارة الثقافة انتشروا قبل يومين في منطقة وسط البلد، للبحث عن شقة (مي زيادة) في عمارة علوي بشارع الشريفين أمام مبني الإذاعة القديم، تحديدا للبحث عن مزاد، أشار إليه أحد المهتمين بجمع المقتنيات علي صفحته بالفيسبوك..وصفه (بالمزاد الشخصي جدا جدا) لبيع مقتنيات الأديبة مي زيادة، من كتب ورسائل ومخطوطات وفواتير وروشتات أطباء وتقارير علاج وجرمافون واسطوانات موسيقية وصور شخصية... الجميع يبحث عن الكنز الثقافي التائه في أكثر من بيت أقامت فيه مي زيادة قبل رحيلها في أكتوبر1941...بينما كان صاحب الكنز(من عثر عليه) يطفيء أنوار شقته (شقة مي سابقا) صارفا النظرعن المزاد، أو ربما أنجزه لأشخاص بعينهم!.. المهم أن بعض المقتنيات الشخصية لواحدة من علامات الأدب العربي تناثرت، كما سبق أن تناثرت أوراق أخري، ومقتنيات لمبدعين وأدباء، لم تكن هناك الأيدي التي تصونها وتحفظها... صحيح أن الكثير من أعمال مي زيادة، كتبها وأوراقها ورسائلها إلي جبران والعقاد وغيرهم، نشرت من صور أصلية في عدة كتب للكاتبة اللبنانية (سلمي الكزبري) وصحيح أن معظمها متوافر داخل المراجع والكتب والمواقع الألكترونية.. لكن تظل الأصول الخطية والوثائق والمقتنيات الشخصية كنوزاً وأرثاً ثقافياً واجتماعياً وفكرياً، يجب البحث عنه والحفاظ عليه وصيانته، كما سبق أن حدث لمقتنيات أحمد شوقي وطه حسين وأم كلثوم وكما يضم بيت كفافيس بالأسكندرية... ولعلها دعوة لحلمي نمنم وزير الثقافة، لتخصيص بيت للكتاب والمبدعين، تحتوي غرفه ودواليبه مقتنياتهم الشخصية، وأوراقهم ومسودات أعمالهم ووثائقهم.. بيت أو متحف يصون تراث مصر الثقافي.