تحديد مرشح للعمال في انتخابات الرئاسة ليس بالامر السهل فقطاع العمال يحوي الآن عددا كبيرا من التيارات لكل منها المعايير التي سيقوم علي اساسها باختيار مرشحه.. فأعضاء اتحاد العمال )الرسمي( الذي يضم حوالي 4.5 مليون عامل تعلموا الدرس جيدا ولا يمكن لاحدهم ان ينسي تبعات ما اعلنه حسين مجاور رئيس الاتحاد السابق والمحبوس احتياطيا علي ذمة قضية موقعة الجمل من ان المرشح الوحيد للعمال هو الرئيس مبارك فقد خسر الاتحاد الكثير من مصداقيته نتيجة ولائه للرئيس السابق، وبقدر ما سبب ذلك من خسائر للاتحاد ما زال يعاني منها حتي الآن بقدر ما اثر علي قرار قيادي والاتحاد الحاليين والذين وعوا الدرس جيدا ولذا قرروا،بعد عدة اجتماعات عقدوها لتحديد مرشح العمال لانتخابات الرئاسة، ان يتركوا للعمال اختيار من يرون انه يحقق مصالحم ويحوي برنامجه ما يحقق مطالبهم، ورفضوا تحديد مرشح بعينه ليكون مرشح العمال لانتخابات الرئاسة. وبالرغم من اتجاه الاتحاد لعدم تحديد مرشح بعينه الا ان أعضاءه يضعون بعض الاشتراطات التي سيتم توعية العاملين بها لوضعها في الاعتبار عند اختيار مرشحهم ويحدد عبد الحميد عبد الجواد امين عام اتحاد العمال هذه المواصفات بأن يحوي البرنامج الانتخابي للمرشح برامج واضحة لتحقيق مطالب العمال وحماية مكتسباتهم تشمل آليات تنفيذ محددة، وأهم هذه المطالب وضع حد ادني لائق لالجور وتقليل الفجوة بينها بما يحقق العدالة الاجتماعية ووضع تشريعات عمل لائقة تحمي العمال وتضمن حقوقهم ويضيف امين عام الاتحاد اننا لا نجد ما نطلبه في برنامج اي مرشح حتي الان ولذا سننتظر فربما تظهر لنا الايام القادمة الصورة بشكل أوضح , ومؤكدا اننا لن نضغط علي العمال لاختيار مرشح بعينه ولكننا سنترك لهم اختيار من يحقق مصالحهم مع ارشادهم وتوعيتهم فقط بأهمية وجود بعض الاشتراطات فيه. اما الجانب الآخر من الحركة العمالية فهي النقابات المستقلة والتي تضم حوالي 3 ملايين عامل والتي تأسست نتيجة اطلاق الحريات النقابية بعد ثورة 25 يناير وبالتالي فلها موقف آخر.. فقد أعلن أعضاء هذه النقابات في بداية الامر الاتجاه لانتخاب خالد علي حيث يمثل بالنسبة لهم المحامي الذي تبني قضاياهم خاصة التي تتعلق بوجود فساد في عقود بيع الشركات. ومن أشهر القضايا التي مازال أعضاء النقابات المستقلة يدينون بالولاء له فيها قضية حل اتحاد العمال،والتي تم الحكم فيها بحل مجلس ادارة اتحاد العمال وتشكيل مجلس ادارة جديد يحوي عددا من الوجوه الجديدة الاكثر تفهما لقضايا الحريا ت النقابية والتي كانت كلمة السر قي انشاء النقابات المستقلة.. ولكن بعد ان لمح اعضاء النقابات المستقلة بوادر اتفاق بين حمدين صباحي وخالد علي أعلنوا تأييدهم لمن يتم الاتفاق عليه بين الاثنين حيث أكد كمال ابوعيطة رئيس الاتحاد المصري للنقابات المستقلة ووكيل لجنة القوي العاملة يمجلس الشعب ان المرشحين حمدين صباحي وخالد علي هما اللذان تحوي برامجهم ما يحقق مصالح العمال وان العمال أصبحوا حاليا أكثر وعيا ولن ينخدعوا بالبرامج البراقة التي يقدمها مرشحون ليس لهم تاريخ في مناصرة العمال مؤكدا ان كلا المرشحين كانت له مواقفه التي لن ينساها العمال في مواجهة الظلم الذي تعرض له العمال جراء فساد النظام السابق قائلا أترقب اتفاق بينهما ونحن معهما. واضاف ابوعيطة ان العمال عانوا لسنوات طويلة من الوقوف علي الارصفة للمطالبة بحقوقهم ولم يحصلوا عليها حتي الآن وانهم ينتظروا من الرئيس القادم ان يضع مطالبهم ضمن أولوياته واهم هذه المطالب اقرار حد ادني واقصي للاجور بما يكفل حياة لائقة وكريمة للعامل وبما يحقق العدالة الاجتماعية بحيث يكون الحد الاقصي 15 ضعف الحد الادني الذي نطالب بألا يقل عن 1500 جنيه ويتم زيادته سنويا بما يتلائم مع ارتفاع الاسعار وقال ابوعيطة: ان اعضاء النقابات المستقلة ينتظرون من الرئيس القادم ان يسعي لاصدار قانون الحريات النقابية بما يؤدي لدعم النقابات المستقلة وان يعمل علي تعديل قوانين العمل والتأمينات الاجتماعية والصحية بما يمد مظلة التأمينات الاجتماعية ويرفع مستوي الخدمة الصحية وان يعمل علي الغاء قانون تجريم الاعتصامات الذي صدر العام الماضي وان يقوم بانشاء مشروعات جديدة تستوعب العمالة مؤكدا اننا لا نلمح في برامج اي مرشح ما يدعم حقوقنا إلا في مرشحينا للرئاسة حمدين صباحي صاحب التاريخ النضالي المعروف والمدافع الدائم عن حقوق العمال وخالد علي المحامي الذي دافع كثيرا عن العمال وتبني قضاياه