وقال للوفد البرلماني الشعبي المصري الذي يزور المملكة حاليا إن ما حدث من تداعيات في العلاقات بين البلدين هو أمر يؤلم كل مواطن سعودي ومصري شريف.. مشيرا إلي أن قرار استدعاء السفير السعودي واغلاق السفارة والقنصليات ليس إلا لحماية موظفيها من أمور قد تتطور إلي ما لا يحمد عقباه. واعرب عن سعادة المملكة العربية السعودية بحضور هذا الوفد البرلماني الشعبي المصري الذي يعبر عن مكارم الاخلاق المستمدة من الاسلام.. قائلا »فأهلا بكم.. فأهلا بكم في وطنكم حكومة وشعبا. واضاف الملك »أمام هذا الموقف النبيل لا يسعني إلا أن اقول إننا لن نسمح لهذه الازمة العابرة ان تطول، وكلي امل أن يقف الإعلام في البلدين موقفا كريما ولا يقول إلا خيرا أو ليصمت.. وقال إن التاريخ المشترك بين بلدينا والقائم علي وحدة الدين ونصرته ليس صفحة عابرة يمكن لأي كائن من كان أن يعبث بها، لأنه بالنسبة لنا أولوية لا تقبل الجدل أو المساومة أو السماح لأي كائن أن يلغيها أو يهمشها وأن الخلاف بيننا يقوم علي اساس العتب لا علي اساس الخصومة، كما ان العتب بين الاشقاء مجاله واسع يقوم علي العقلانية والوعي لإزالة أي التباس قد يشوب العلاقات. وقال الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب في كلمته »إن هذا الوفد البرلماني الشعبي يعكس مختلف طوائف الشعب المصري من برلمانيين ورجال أعمال وفنانين ورؤساء أحزاب ورجال دين إسلامي ومسيحي جاءوا ليعبروا عن عمق العلاقات بين الشعبين المصري والسعودي ويعبروا عن تقديرهم للسعودية قيادة وحكومة وشعبا واضاف الكتاتني أن الشعب المصري تربطه بالشعب السعودي أواصر متينة و عميقة عبر التاريخ لا يمكن ان تتأثر بحادث عابر هنا وهناك. وأضاف الكتاتني »إننا لابد من منطلق العلاقة القوية بين شعبينا، أن نتجاوز هذه الاحداث العابرة ولا ندعها تعكر صفو العلاقات بين البلدين« مؤكدا أن السعودية تهفو إليها القلوب والأفئدة لان بها الأماكن المقدسة في مكة والمدينة المنورة التي تضم أعز مقدسات المسلمين. وقال ان الشعب المصري يكن اعزازا وتقديرا خاصا للسعودية التي وقفت إلي جانبه في المواقف التي كان يحتاج فيها لدعم الاصدقاء والاشقاء »كما في حرب اكتوبر 37« وكان لهذا الدعم الاثر البالغ في تحقيق النصر، وأيضا بعد ثورة 52 يناير كانت السعودية من اوائل المبادرين لدعم مصر. وأشار إلي أن الجالية المصرية في السعودية من أكبر الجاليات المصرية في الخارج وتنعم برعاية الاشقاء في المملكة. كما قال الدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشوري في كلمته ان هذا الوفد المصري جاء ليعبر عن اخلاق مصر وسلوك المصريين وليس عن سلوك بعض القلة الذين قد تكونوا وجدتم في أنفسكم شيئا منها وأكد الدكتور أحمد فهمي علي عمق العلاقات الراسخة بين مصر والسعودية التي تقوم علي دعائم الاسلام مستشهدا بقوله تعالي علي لسان سيدنا ابراهيم »واجعل أفئدة من الناس تهوي اليهم« قائلا »ان الحق سبحانه وتعالي لم يشر الي الأماكن فقط وإنما الي الأماكن والي سكانها وأنتم حراسها بارك الله فيكم وأدام عليكم عزها. وأضاف رئيس مجلس الشوري المصري كلنا ثقة في ان رعايانا في السعودية هم أبناؤك وإخوة للشعب السعودي ونرجو ان ينالوا علي يديكم ما يناله إخوتهم من كرمكم وأنتم أهل لذلك وقال نحن علي يقين من ان القضية التي أثارت الزوبعة (قضية الجيزاوي) والمتهم بتهريب أقراص مخدرة ممنوعة سوف يحاكم محاكمة عادلة ولكنني يا خادم الحرمين الشريفين نطمع في كرمكم ان يتم معاملته وفقا لقواعد الرحمة قبل العدل وان يشمله عفوكم. وأكد رئيس حزب الوفد أن العلاقات المصرية السعودية قديمة ولا يستطيع أحد ان ينال منها، وقال: لا يستطيع أن ينسي أحد موقف الملك فيصل بن عبد العزيز خلال حرب أكتوبر 1973 عندما قال البترول العربي ليس أغلي من الدم العربي وامر بوقف تصدير البترول مما كان عاملا مساهما وسببا في انتصار حرب اكتوبر. وأوضح أن مصر والسعودية عينان في رأس واحد ولا يستطيع احد ان يفسد العلاقات بين البلدين، وقال: نحن في احتياج بعضنا البعض الترابط الدائم وكانت العلاقات قوية ومتينة، وقال الشعب المصري يرتبط وجدانا ودينا بالمملكة العربية السعودية. وأوضح أن مصر شهدت ثورة عظيمة هزت اركان الامة، ولابد من عذر مصر في حالة حدوث انفلات اعلامي، ومصر 85 مليون مواطن وليس القلة التي خرجت امام السفارة السعودية. واكد انه لا يستبعد وجود مؤامرات علي مصر وعلي الامة كلها وقال: هناك من يريد احداث الفوضي في البلاد، وألا يتم التحول الديمقراطي في المنطقة لان معني ذلك انها تستطيع ان تكون واحدة من اقوي الدول.