لقي 86 شخصا علي الأقل مصرعهم وأصيب نحو 186 آخرون في انفجارين وقعا خارج محطة القطارات الرئيسية في العاصمة التركية أنقرة حسبما أعلن وزير الصحة التركي محمد مؤذن. وقالت وزارة الداخلية التركية إن الانفجارين وقعا بفارق ثوان عن بعضهما في الوقت الذي كان يتجمع فيه وفود من النقابات والأحزاب السياسية اليسارية بينها حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد للمشاركة في مسيرة للاحتجاج علي الصراع بين قوات الأمن والأكراد جنوب شرق البلاد. ورجح مسئولون حكوميون أن التفجيرين ناجمان عن «عمل إرهابي» في حين هرعت سيارات الإسعاف إلي مكان الحادث وفرضت قوات الأمن طوقا أمنيا واستخدم المشاركون في المسيرة الأعلام والملصقات في تغطية جثث الضحايا وتناثرت بقع الدماء والأشلاء علي الطريق واضطرت الشرطة لإطلاق أعيرة نارية في الهواء لتفريق المتظاهرين الغاضبين الذين كانوا يحتجون علي مقتل زملائهم ويهتفون «رجال الشرطة قتلة». وقال حزب الشعوب الديمقراطي إن الانفجارين استهدفا أعضاء بحزبه بشكل خاص حيث وقعا وسط موكب لأعضاء الحزب وحذر من أن عدد القتلي قد يرتفع لأن كثيرين مصابون بجروح خطيرة. وفي تصريحات صحفية أدان رئيس الحزب صلاح الدين دميرطاش الانفجارين وقال «إننا أمام مجزرة مروعة» وأضاف أنه «عملية وحشية تتشابه مع العمليتين الإرهابيتين اللتين وقعتا في ديار بكر قبل الانتخابات البرلمانية وفي سوروتش بعدها». من جانبه أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «الهجوم المشين» الذي استهدف «وحدة وسلام البلاد» وقال في بيان مكتوب إن التصميم والتضامن سيكونان الرد الأقوي والأهم علي الإرهاب» وأضاف أن من يقفون وراء الهجوم «يهدفون إلي زرع الفرقة بين فصائل المجتمع». وقال مكتب رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو إنه سيعقد اجتماعا طارئا مع نائبه يالجين أقدوغان ومسئولين بالحكومة ورؤساء الأجهزة الأمنية كما أنه سيعلق برنامج حملته الانتخابية لمدة 3 أيام. في المقابل أكد زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليجدار أوغلو ان المعلومات الأولية تشير إلي أن الانفجارين ناجمان عن عمليتين انتحاريتين مشيرا إلي أن تركيا لا تستحق هذا المشهد وينبغي علي الجميع أن يلعن الإرهاب وأعلن إلغاء كافة الأنشطة الحزبية. وانتقد كليجدار أوغلو سياسة حكومة العدالة والتنمية لعدم قدرتها علي السيطرة علي الأوضاع الأمنية مطالبا بحكومة مستقرة تحمي سلامة أرواح وممتلكات المواطنين. وبعد ساعات من وقوع الحادث ذكر موقع إخباري إلكتروني مقرب من حزب العمال الكردستاني أمس أن الحزب دعا مقاتليه إلي وقف أنشطتهم في تركيا إلا إذا تعرضوا لهجوم وذلك بعد 3 أشهر من قرار الحزب إنهاء وقف لإطلاق النار دام عامين. ونقلت وكالة الفرات للأنباء عن رئيس الحزب قوله إن القرار اتخذ استجابة لدعوات من داخل وخارج تركيا وإن مقاتلي الحزب سيتجنبون التصرفات التي قد تمنع إجراء «انتخابات نزيهة وعادلة» من المقرر أن تجري في الأول من نوفمبر. واستعر العنف بين الدولة ومقاتلي حزب العمال الكردستاني المحظور منذ يوليو عندما نفذت تركيا ضربات جوية علي معسكرات للمقاتلين الأكراد ردا علي ما قالت إنه ارتفاع في وتيرة الهجمات ضد القوات الأمنية ولقي المئات حتفهم منذ ذلك الحين.