من بركات شهر رمضان العظيم.. انه جاء هذا العام علي مقربة من أهم حدث سياسي وحزبي في مصر.. وأقصد انتخابات مجلس الشعب.. وتتجلي بركات رمضان بالنسبة للناخبين في كل الدوائر.. عندما يقبل عليهم المرشحون من كل فج عميق.. ويحيون معهم ليالي رمضان المباركة.. ويقدمون لهم ما يطلبون من خدمات.. ويستلمون آذانهم ليصبوا فيها أحلي الوعود.. وأجمل الإغراءات ويعقدون معهم الاتفاقات ويبرمون المعاهدات ويأخذون منهم أقدس الأيمان علي المصحف.. أن أصواتهم لفلان! أما بالنسبة للمرشحين.. فبركات رمضان تتجلي في اتساع الوقت الممنوح لهم.. وفي الفرصة الذهبية التي تتيحها ليالي رمضان لاستقبال المرشحين في القري والأماكن التي يضفي عليها الشهر الكريم طبيعته المضيافة.. وصفته التي يزينها الكرم.. وتغلب عليها الحفاوة بالضيوف.. والمرشح »الحدق« هو من يستطيع استغلال مميزات الشهر الكريم لصالحه.. فيكثر من الزيارات الرمضانية.. ويبدو أمام المرشحين انه ليس غريبا عن عادات رمضان وطقوسه.. وأنه علي استعداد لإحياء ليالي رمضان في تلك القرية وفي غيرها.. ويمد فيها موائد الرحمن مثل ما يحدث في البندر.. وهذا طبعا بخلاف ما يدفعه نقدا للفقراء.. رمضان في القرية مقدس.. وصوم رمضان هو الفريضة التي يراقب تنفيذها الشعب بأكمله.. فإذا أفطر أحدهم لعذر أو لسبب فإنه يراعي ألا يجهر بإفطاره.. وحدث مرة في انتخابات مجلس الأمة.. وكانت دعاية المرشحين في رمضان.. أن نسي أحد المرشحين نفسه.. وكان شخصية شهيرة لها وزنها.. وصحته لا تحتمل الصيام.. نسي نفسه وأشعل سيجارة وهو يجلس مع أحد أنصاره.. وفي دقائق كان الخبر قد عرفته الدائرة الانتخابية بأكملها.. وسقط في الانتخابات بعد أن كانت كل التوقعات تتنبأ بفوزه.. نصيحتي للناخبين: لا تتركوا فرصة شهر الصيام تمر أمامكم دون أن تعلنوا في ليالي الشهر الكريم انكم تدركون جيدا ان أصواتكم أمانة في أعناقكم.. وأنكم ستختارون من ترونه أصلح وأجدر بثقتكم.. ولاشك انكم وعيتم بحكم تجاربكم ان الوعود الانتخابية التي لا تستند إلي أساس هي مجرد كلام.. أو كما يقولون: كلام مدهون بزبدة.. يطلع عليه النهار يسيح!