صبرى غنيم - في رأيي مهما حاول المهندس عبدالقوي خليفة محافظ القاهرة إعادة الهدوء إلي الشارع المصري والتصدي لعربات النقل واللوري من اختراق قلب القاهرة نهارا.. فهو ينفخ في قربة »مقطوعة« لأن الانفلات الأمني الذي نعيش فيه هو سبب الانفلات الأخلاقي الذي وصل بنا إلي عدم الانصياع للقانون.. وإذا كان محافظ القاهرة متفائلا علي أن في مقدوره السيطرة علي سائقي النقل واللوري والالتزام بتعليمات المرور فهو يحلم لأن شريحة الأغلبية من السائقين سواء كانوا سائقي نقل أو ميكروباصات هم أول من أعلنوا عن عدم احترامهم للشارع المصري ولرجال المرور والقانون.. ومن لا يصدقني عليه أن يركب محور 26 يوليو ويري عشرات من سيارات النقل تجري عليه مع أنه ممنوع مرورها علي المحور منذ تطويره حفاظا علي الطبقة الأسفلتية وتجنبا للحوادث التي تحدثها مقطورات النقل.. يعني الفوضي والعشوائيات في مصر لا تأتي إلا من السائقين المخالفين للقانون ومعهم شريحة الباعة الجائلين الذين افترشوا قلب القاهرة وقاموا بتقسيم الشوارع والميادين فيما بينهم. - الذي أعرفه عن المحافظ الدكتور عبدالقوي خليفة أنه يتعامل مع المخالفين بسياسة سعة الصدر وايجاد الحلول البديلة التي تحل مشاكلهم لذلك بدأ مع الباعة الجائلين بأسلوب حضاري فقد قرر الارتقاء بعملهم في نقل بضاعتهم من فوق الأقفاص الجريد إلي أسواق حديثة يقيمها لهم. .. المحافظ همه أن يعيد إلي قلب القاهرة حضارتها بحيث لا يفترش الباعة شوارعها الرئيسية التي تحولت إلي سوق مثل سوق الكانتو، ومن ينزل إلي قلب البلد يشهد الميادين والشوارع الرئيسية وهي تحتضن أسواقا عشوائية من أحذية وتي شيرتات وبنطلونات علي قارعة الطريق.. لقد فقدنا هيبتنا والسبب الزحف العشوائي لوفود العمالة الزراعية التي هجرت الأرض وتحولت إلي باعة جائلين، وهذه ظاهرة اجتماعية لم تجد مسئولا في ظل الأنظمة السابقة أعطاها اهتماما وقام بدراسة الأسباب التي أدت إلي هجرة العمالة الزراعية ونزوحها إلي القاهرة الأم بحثا عن لقمة عيش في بيع السلع، ولأن القانون لم يمنع أي بائع من التجوال بدون ترخيص فقد أصبحت مهنة »البائع المتجول« هي أسهل طريق أمام الوافدين من الوجه البحري والصعيد وبداية عملهم بتجارة الفواكه ثم تتحول بقدرة قادر إلي التجارة في السلع الاستهلاكية كالملابس والأحذية. .. محافظ القاهرة جن جنونه لأن صورة القاهرة أصبحت قبيحة جدا أمام الزوار الأجانب..