وهم باشاوات فعلا، أليسوا كبار القوم، وحكماء الدولة؟ هم آباؤنا وأجدادنا الذين نعتز بهم، وهم تاريخنا وملحمة كفاحنا وعملنا الذي أوصلنا الي الحضارة التي نحن فيها، والي التقدم الذي نتمتع به، أرباب المعاشات هم باشاوات البلد الحقيقيون الذين عاشوا من أجلنا، وتعبوا من أجل حياتنا. من هنا فإن الواجب علينا أن نضعهم في المكانة الإنسانية اللائقة بهم في القمة والمقدمة، ونقدم لهم الشكر والاعتراف بالجميل، ونحاول أن نسعدهم بقدر الامكان، ونبعث البهجة في قلوبهم، ونعالج أمراضهم، وننقذهم من الفقر والفاقة، الدولة تحاول ان تفعل ذلك، لكن الدولة وحدها لا يمكن أن تحقق لهم كل شيء، وعلي جمعيات المجتمع المدني والشخصيات العامة أن تلعب دورا إيجابيا في ذلك، فالدولة تمنحهم المعاشات الشهرية التي هي ضعيفة وليست كافية، فالموظف الذي يعمل قبل سن المعاش، يتناول أجرا معينا، قد لا يكفيه نتيجة للغلاء والمشاكل الاقتصادية، ثم عندما يصل الي السن القانونية، يخرج الي المعاش، يفاجأ بأن معاشه الشهري نقص عن مرتبه بشكل واضح فيتساءل: إذا كان مرتبي وأنا في الخدمة لم يكفني، وكان أكبر من ذلك بكثير فماذا سأفعل بهذا المعاش القليل؟! انها المأساة. وقد بعث الله إنسانا قديرا كبيرا عرف المشكلة، وظل يدرسها من كل جوانبها، ثم انبري يدافع عن أرباب المعاشات، الباشاوات الحقيقيين لهذه الدولة، إنه المقاتل في سبيل حقوق الباشاوات أرباب المعاشات، صاحب الرسالة الإنسانية القديرة الذي يسهر ليل نهار، ويذهب في كل مكان، ويقابل المسئولين علي كل المستويات دفاعا عن حقوق هؤلاء، ويتساءل أين أموال المعاشات المسروقة والمنهوبة؟ انه الاستاذ البدري فرغلي الباحث عن الحق في زمن الفساد. اذا كان الباشاوات أرباب المعاشات يعانون من الفقر وضعف المعاش، وفي نفس الوقت ينتظرون عودة أموالهم المسروقة فماذا يمكن أن نقدم لهم تعويضا عن هذا النقص البالغ؟ قبل الاجابة عن هذا السؤال المهم يجب ان نعرف ان بعض أصحاب المشكلة لديهم أطفال وتلاميذ وطلبة في الجامعة وعليهم مصاريف كثيرة لا تقل عن العاملين في الدولة، وايضا بعضهم عنده بنات مازالت تنتظر ابن الحلال، فكيف يستطيع الباشاوات اصحاب المعاشات الوفاء بكل هذه المسئوليات؟ إنها معادلة صعبة، وهي بدلا من أن تشعر الخارج الي المعاش، بسعادة الحرية والانطلاق تضعه في مسئولية صعبة ومشكلة لا حل لها. نعود لاجابة السؤال عن كيف يمكن تقديم تعويضات لهم عن نقص وضعف المعاشات، التي هي بمثابة اعانات؟ أقول انه يمكن لجمعيات المجتمع المدني، بعيدا عن الحكومة تقديم الكثير، وقد شاهدت هذا في كندا، وكنت أزورها الشهر الماضي، والباشاوات أصحاب المعاشات هنا في كندا، باشاوات فعلا، لهم كل الحب والاحترام، وحتي هنا يشكون ايضا من ضعف المعاشات، لكن هناك تيسيرات وتسهيلات ومساعدات تقدم لهم تعوضهم مثل: بعض الولايات الكندية تمنح كل فرد في المعاش بطاقة عليها صورته يستطيع ان يستخدم بها كل المواصلات مجانا، كذلك هناك متاجر ومحلات تقدم لاصحاب المعاشات تخفيضا يصل الي 30٪ ثلاثة ايام كل اسبوع ونفس الشيء تفعله دور السينما والمسرح.. وبعض المطاعم تقدم الطعام والمشروبات مخفضة للباشاوات أرباب المعاشات، كذلك في الاسكان تقدم لهم شققا رائعة كاملة بأجر رمزي. وفي مجال الصحة هناك تأمين صحي لكل المعاشات، وغير ذلك كثير وبخاصة ايام الاعياد والمناسبات الدينية والقومية، الباشاوات اصحاب المعاشات يتمتعون في كندا بكل الامكانات الانسانية التي تدفع فيهم السعادة وحب الحياة، وتجعل من أيامهم اجمل أيام العمر، وهل اطلب من كل المؤسسات في مصر وجمعيات العمل الاجتماعي، والتطوعي تقديم المساعدات والعون والحب للباشاوات أرباب المعاشات؟ املي كبير في ذلك، وأولا وأخيرا.. نقدم لهم الابتسامة والحب.