اختلف الرأي العام في مصر والسعودية حول قضية المحامي أحمد الجيزاوي المتهم بتهريب الحبوب المخدرة إلي السعودية ما بين مؤيد لهذه التهمة وما بين معارض يعتبرها ملفقة، وخاصة بعد تصريحه لنائب القنصل العام في جدة المستشار ماهر المهدي بقيامه باصطحاب هذه الحقيبة التي أعطاها له أحد مسؤولي الشركات الخاصة في مصر لتسليمها لأحد الأشخاص في السعودية. ودعا المستشارمحمد سمير نائب السفير المصري بالسعودية الجميع للهدوء والتوقف عن الحديث حول هذه القضية في كافة وسائل الاعلام سواء بتوجيه الاتهام إلي المحامي أحمد الجيزاوي أو تبرئته، وأكد في تصريح خاص ل "أخبار اليوم" أن الجيزاوي مازال في مرحلة التحقيق ولا يجوز الحكم عليه بالادانة أو التبرئة حتي يقول القضاء كلمته. وأوضح سمير أن الهدوء في هذه المرحلة سيكون في مصلحة الجيزاوي، وطالب وسائل الاعلام بترك هذه القضية للقنوات الدبلوماسية حتي يتم تحقيق مكاسب تكون في مصلحة الجيزاوي، مشيرا إلي ان القنوات الدبلوماسية نجحت كثيرا في الفترة الماضية في تحقيق الكثير من النجاحات وكان آخرها العفو الملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عن الطبيبين المصريين اللذين اتهما في قضايا أدوية مخدرة في السعودية، مشيرا إلي وجود العشرات من المصريين في السجون السعودية المتهمين بقضايا مماثلة، وأكد أن السفارة في الرياض والقنصلية العامة في جدة ستسلك كافة الطرق وتستخدم جميع الوسائل التي تصب في مصلحة الجيزاوي حيث ستقدم له كافة الاستشارات القانونية فضلا عن حضور جلسات محاكمته، بالاضافة إلي مخاطبة الجهات السعودية بشأن الجيزاوي. واوضح سمير أن زوجة المحامي احمد الجيزاوي زارته بعد عصر أمس الأول في مقر محبسه بمباحث إدارة جوازات جدة وجلست معه بصحبة احد الدبلوماسيين المصريين، وقال: إن القنصلية العامة في جدة بدأت تتحرك لتوكيل محام لمتابعة أبعاد القضية وتقديم كافة المساعدات القانونية والاستشارية لأحمد الجيزاوي. وكشف محمود الرفاعي المستشار القانوني مصري بالسعودية عن تبرع 3 محامين سعوديين للدفاع عن المتهم أحمد الجيزاوي بالاضافة إلي عشرات المحامين المصريين المتبرعين بتقديم كافة الاستشارات القانونية له،أوضح الرفاعي أن المحامين السعوديين ينتظرون موافقة الجيزاوي وعمل توكيلات لهم لحضور التحقيقات والجلسات القضائية. واكد أن أي تحركات بالنسبة للمحامين ستتم بالتنسيق مع القنصلية المصرية في جدة، ويتوقع أن يبدأ تفعيل دور المحامين السعوديين خلال هذا الاسبوع واشار إلي أن المحامين السعوديين تعود رغبتهم في الدفاع عن الجيزاوي من باب المهنية، وكذلك بصفته مواطنا مصريا لإيمانهم بأن العلاقات بين الشعبين المصري والسعودي تاريخية وعميقة. و أعلن رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني في تصريح صحفي أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ستتابع القضية وتتأكد من سلامة الإجراءات المتبعة حيالها وتمكين المتهم من حقوقه المنصوص عليها وقال: إن السلطات السعودية ستمكن المتهم من جميع حقوقه، وهو ما ثبت فعليا في حالات ماضية تابعتها الجمعية وتعاملت معها، منها ما يعود لسجناء أمنيين مصريين وقد تم استخراج تأشيرات لعائلاتهم ومنحوا تذاكر للقدوم إلي المملكة لزيارة أبنائهم. و أكد وزير العدل السعودي محمد العيسي في تصريح صحفي أنه بإمكان مكاتب المحاماة غير السعودية التحالف مع نظيراتها السعودية والحضور للترافع أمام القضاء في المملكة، ولها الحق في تدوين كل ما تريده من المذكرات، وذلك بموجب قانون المحاماة السعودي وقال: لا بد أن تكون أمام القضاء باسم المحامي السعودي وأكد علانية المحاكمات في السعودية، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالإرهاب، وقال: إن الجلسات مفتوحة للإعلام، وللمختصين، وأن الوزارة لا تمانع بنشر هذه القضايا، شرط ألا يؤثر الإعلام في مسار القضية والحكم، وأن ما يمنع فيه الحضور في المحاكم السعودية هو القضايا الأسرية فقط، نظراً لخصوصيتها.