سوق الذهب يشهد رواجا بعد الخسائر المتلاحقه التي ضربت البورصة العالمية والمصرية من جديد فأصبح الاستثمار في المعدن هو الملاذ الامن لضحايا الاسهم، الذهب شهد زيادات متعاقبة في سعره علي مدار السنوات الماضية وكانت معدلات الزيادة أكبر من معدلات التراجع، في الوقت الذي شهدت فيه أسعار الأسهم بالبورصات المحلية والعالمية تراجعات متتالية بدأت منذ الازمة المالية العالمية في عام 2008 وبعد ان استردت الاسواق عافيتها دخلت المنطقة العربية في موجة ثورات الربيع العربي التي أطاحت بمكاسب البورصات وكانت بمثابة الصخرة التي حطمت آمال المستثمرين يقول د. وصفي امين واصف رئيس الشعبة العامة للمصوغات والمجوهرات بأتحاد الغرف التجارية ان الذهب قطاع واعد في الاسواق الخارجية ومنها دول الخليج العربي والدول الاوروبية أيضا وطالب بإزالة كافة المعوقات للقدرة علي الاستمرار في الانتاج ومنع توقف المصانع والورش مشيرا الي ان سعر الذهب مرتبط بالوضع الاقتصادي العالمي وترتفع أسعاره في فترات الحروب والأزمات السياسية فهو سلعه لها أهمية في الميزان الاقتصادي الدولي، واشار الي ان المستثمر يفضل « السبايك الذهبية « يليها «جنيه الذهب» لانه محمل بمصنعية قيمتها 30 جنيها ، واكد انه لا مجال اطلاقا للتلاعب بأسعار الذهب من التجار لان اسعاره يتم تحديدها من بورصات عالمية ، وقال ان حجم الاستثمار في الذهب سنويا بلغ 56 طناً بما يعادل 14 مليارا و840 مليون جنيه سنويا . ملاذ آمن من جانبه قال علي السرجاني تاجر مجوهرات ان الاستثمار في الذهب يعتبر ملاذا أمنا لكبار وصغار المستثمرين مؤكدا انها العملة الوحيدة غير القابلة للتغير والإلغاء مشيرا الي ان الفترة الماضية شهدت إقبالا كثيفا علي الاستثمار في الذهب بعد انهيار البورصات العالمية . مشيرا الي ان الاستثمار في الذهب له عائد ربحي علي المدي البعيد والاستثمار في الذهب يعد احد اهم الموروثات الشعبية في مصر وقال أن الذهب يعتبر من السلع النادرة، والتي تحافظ علي قيمتها مع مرور الوقت حيث يتم تقييمه بشكل فريد بسبب مقاومته لتقلبات السوق الشديدة التي يمكن أن تؤثر علي البضائع والاستثمارات الأخري. إقبال موسمي وقال سامح البنا تاجر مشغولات ذهبية ان الاقبال علي شراء الذهب يسير بشكل متزايد ويرجع السبب ان البورصة متأرجحة في انهيار شبه يومي مما جعل صغار المستثمرين يهربون بأموالهم ليأتوا الي سوق الذهب لانه عملة آمنة لها بريقها وقوتها المالية مع مرور الزمن . واوضح ان حركة البيع في السوق دائما مرتبطة بالافراح من حيث الخطبة او الزفاف بشكل موسمي خصوصا في أواخر رمضان متوقعا ان يكون هناك اقبال متزايد علي شراء الذهب مع دخول عيد الفطر المبارك . من جانبه أكد د. عادل عامر مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية ان الاستثمار في الذهب مثل الاستثمار في القطاعات الأخري لا يخلو من المخاطرة مؤكدا انه لا يوجد استثمار آمن بنسبة 100% إلا أن نسبة الخطورة في الاستثمار بالذهب أقل بكثير من القطاعات الأخري مثل العقارات والأسهم والسندات وأن نسبة الخطورة في الاستثمار بالذهب تراوح بين 10 و15% فقط . واضاف ان افضل وقت للاستثمار في الذهب وقت انخفاض الأسعار بنسبة تصل إلي 10% علي الأقل من المتوسط السعري للذهب في آخر ستة أشهر مشيرا الي انه يجب التركيز علي شراء السبائك الذهبية عيار 24 بشكل خاص وأن يكون الاستثمار في الذهب من الأموال الفائضة محذرا من عدم اللجوء إلي الاقتراض لشراء الذهب والاستثمار فيه. وأوضح عامر ان الذهب يتفوق علي غيره من القطاعات من حيث الامان ويرجع ذلك الي أنه يعد من المعادن النادرة وأنه لا يتبع الأسهم في الصعود والهبوط، وأنه يعد أداة ممتازة من أدوات الادخار كما ان المستثمر حاليا يلجيء الي الاستثمار في الذهب خاصة بعد انهيار البورصة مشيرا الي ان الخبراء في جميع انحاء العالم ينصحون الشعوب التي تعاني تذبذباً كبيراً في أسعار عملاتها بالاستثمار في الذهب .