وسط مخاوف حقيقية من انقطاع الكهرباء وتكرار ما حدث امس الاول في مباراة مصر وموزمبيق في الكرة الطائرة وفي ظل مشاكل تنظيمية كثيرة ولكن برغبة افريقية واضحة لانجاح الحدث التاريخي تحتفل القارة السمراء في السادسة مساء اليوم في العاصمة الكونغولية برازافيل بافتتاح دورة الالعاب الافريقية الحادية عشرة والتي تستمر حتي 20 سبتمبر الجاري بمشاركة اكثر من 9 الاف رياضي ورياضية يمثلون اربعين دولة. يحضر حفل الافتتاح ويعلن شارة البدء الرئيس الكونغولي دينيس ساسو الذي وجه الدعوة لعدد كبير من رؤساء الدول الافريقية وسفراء الدول في برازافيل وكبار الشخصيات ويتضمن حفل الافتتاح فقرات فنية واستعراضية مستوحاة من الثقافة الكونغولية ومعبرة عن قيمة الحدث التاريخي حيث تعد هذه الدورة ذهبية بمعني الكلمة اذ يحتفل معها باليوبيل الذهبي لدورة الالعاب الافريقية التي انطلقت منذ خمسين عاما علي نفس الارض الكونغولية وتحديدا في يوليو 1965.. وتشارك مصر في الدورة ببعثة كبيرة تضم عشرين لعبة فيها 380 فردا ويقوم بطل السلاح الاوليمبي علاء الدين محمد ابو القاسم برفع العلم المصري في طابور العرض بوصفه الوحيد بين المشاركين الحائز علي ميدالية اوليمبية وكانت الفضية في دورة لندن الاخيرة.. الواضح لنا منذ وصولنا إلي برازافيل برغم الفقر الظاهر والمعاناة الشديدة وضعف البنية التحتية هو الاهتمام الرئاسي والشعبي الكبير بالدورة لدرجة ان الرئيس دينيس ساسو حرص ليومين متتاليين علي الحضور للاستاد الرئيسي الذي يحمل اسمه والذي يستضيف حفل الافتتاح وفعاليات الدورة اذ اهتم بمتابعة بروفة الحفل مساء الثلاثاء كما حضر امس الاول مباراة قدامي نجوم ايطاليا مع قدامي الكونغو والتي انتهت بالتعادل بثلاثة اهداف لكل منهما وحرص الرئيس الكونغولي علي النزول لارض الملعب وصافح وداعب لاعبي الفريقين خاصة ابناء بلاده الذين وضحت عليهم السمنة المفرطة و«الكروش» الكبيرة!. وجاء أول الغيث المصري برونزيا واثبت السلاح أنه بالفعل صاحي ونال 3 ميداليات مساء أمس الأول حققها زياد السيسي وأحمد إيهاب في سلاح السيف وهديل الشرقاوي في الشيش بينما تأجلت مباريات الملاكمة للاعبي مصر بسبب عدك حضور الحكام فوضي وانقطاع الكهرباء.. ونسيان جهاز في الجمباز! لولا مناسبة الدورة ومصادفة الاحتفاء باليوبيل الذهبي لانطلاقها علي ذات الارض قرب نهر الكونغو غربي افريقيا وما يمثله الحدث من دلالة وحدوية مهمة وملحة لابناء القارة السمراء لأمكن قول الكثير عن التنظيم الذي زاد عن حد الفوضي بل تقريبا مافيش تنظيم ! وصل الامر إلي حد نسيان اللجنة المنظمة توفير البساط الخاص بالجهاز الارضي في الجمباز بين الاجهزة الستة للعبة ووقعت اللجنة المشرفة علي اللعبة من قبل الاتحاد الافريقي للجمباز في حيرة حقيقية وأزمة فنية وقانونية لم تعرف الخروج منها حتي امس الاول واضطرت لتأجيل بدء منافساتها إلي اليوم الجمعة بعد ان كان مقررا انطلاق منافسات الجمباز امس الاول.. كما جاء انقطاع الكهرباء عن الصالة إلي استضافت مباراة مصر وموزمبيق في الكرة الطائرة رجال امس الاول وتعطلت هذه المباراة لنحو ثلاث ساعات بسبب انقطاع الكهرباء بعد ان تأخر موعد بدايتها ايضا بسبب تأخر وصول الفريقين للملعب نظرا للزحام المروري الشديد الذي اعقب غلق الطرق المؤدية للاستاد وفتحها بعد خروج الرئيس الكونغولي وموكبه من الملعب بعد حضوره المباراة الودية مع ايطاليا.. وما ان خرج الرئيس وابتعد بموكبه حتي تحولت الشوارع الصغيرة إلي زحام شديد. مباراة مصر وموزمبيق انتهت بفوز مصر بثلاثة اشواط نظيفة لكن بقي السؤال المقلق هنا : ماذا لو تكرر انقطاع الكهرباء في بقية المنافسات وفي اللحظات الحاسمة لمنافسات قوية مثل الملاكمة او المصارعة والاثقال وغيرها؟ وبات من المألوف وصول فرق للملاعب متأخرة او غياب المنظمين عن اجتماعات هم من يدعون لها او تعديل جداول المنافسات والتدريبات فجأة وبعد ابلاغ الوفود المشاركة بها.. لكن..الجو لطيف برغم الهاجس الصحي الكبير والحاضر دوما والذي دفع اللجنة الطبية برئاسة د. حسن كمال وكتيبته المعاونة بقيادة د. محمد عراقي حسن إلي اتخاذ تدابير كبيرة واحتياطات طبية غير مسبوقة شعر بها اللاعبون أنفسهم إلا أن الجو لطيف ودرجة الحرارة تتراوح بين 20 و25 درجة ويتوقع سقوط أمطار خلال أيام الدورة.. والشعب الكونغولي طيب وسلوكه العام يبتعد عن العنف حتي وان مال إلي كثرة تعاطي الكحوليات والتي تتوافر باسعار ربما تضاهي أسعار زجاجات المياه الابطال..وبروفة اوليمبية وحرصت البعثة المصرية علي ضم كل العناصر الواعدة والقوية باعتبار الدورة الافريقية بروفة قوية وجادة للدورة الاوليمبية بريودي جانيرو العام المقبل للمتأهلين للاوليمبياد او لبطولات العالم والتصفيات النهائية لمن ينتظرون التأهل بينما انسحبت مصر من بطولة كرة القدم بعد اعتذار المنتخب الاوليمبي عن عدم المشاركة وتضم البعثة عددا من الابطال ومنهم الواعدون اوليمبيا مثل ايهاب عبد الرحمن الحاصل علي فضية بطولة العالم في رمي الرمح ولديه فرصة لتحطيم رقمه الافريقي وربما العالمي الاخير له اضافة لزميله بطل الجلة مصطفي الجمل برغم اصابته كما يشارك السباح البطل احمد اكرم وتغيب زميلته البطلة فريدة عثمان لحاجتها لاجراء جراحة بسيطة في العين البعثة المصرية والطموح الكبير تشارك مصر في الدورة الحادية عشرة ببعثة كبيرة وطموح كبير اذ تضم البعثة: الريشة الطائرة 11 لاعبا والملاكمة 14 لاعبا والسلاح 27 والجمباز14 والكرة الطائرة 15 والسباحة 29 والكاراتيه 23 ورفع الاثقال 20 وكرة السلة 16 والدراجات 13 وكرة اليد 22 وتنس الطاولة12 والطائرة الشاطئية 5 والتنس الارضي 9 والعاب القوي 10 والجودو 8 والمصارعة 7 والتاكوندو 19 وتشارك البارالمبية ب25 لاعبا في رفع الاثقال والعاب القوي. السفير يصل اليوم.. والقنصل «كريم» حرص د. علي حسب الله رئيس البعثة علي توجيه الشكر لرجال السفارة المصرية علي ما يقدمونه من جهد كبير لخدمة البعثة ومتابعتها لحظة بلحظة وقال حسب الله ان السفير ايهاب ابوسريع من المقرر وصوله اليوم لحضور حفل افتتاح الدورة بدعوة من الرئيس الكونغولي وان السفير كانت قد انتهت مهمة عمله في الكونغو لكن تم التمديد له حتي انتهاء الدورة بينما يقوم القنصل المصري كريم عبد العزيز بجهد كبير ويقدم المساعدة لكل اعضاء البعثة ويتواجد مع الفرق المشاركة في كل المنافسات. مصر.. سيدة افريقيا وخادمتها عندما كانت احدي فرق الفنون الشعبية المصرية تقدم عرضا لها مؤخرا في الكونغو اهتم مذيع الحفل بسؤال الحضور من الشباب وكبار السن : ماذا تعرف عن مصر ؟ وكانت الاجابة مركزة علي قيمة مصر وتاريخها وحضارتها الفرعونية وعلي الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر ودوره في دعم حركات التحرر والاستقلال بدول القارة السمراء ومنها الكونغو التي استضافت بدعم من مصر عبد الناصر دورة الالعاب الافريقية الاولي بعد خمس سنوات فقط من استقلالها وكانت في شهر يوليو حين كانت مصر تحتفل بعيد أم ثورات التحرر 23 يوليو 1952.. واذا كانت مصر قد اخذت علي عاتقها مسئولياتها التاريخية كخادمة لقضايا قارتها وعادت مؤخرا لدورها الكبير في خدمة قضايا شقيقاتها في افريقيا ودفع الرئيس عبد الفتاح السيسي كثيرا في هذا الاتجاه من اجل استعادة مصر دورها المحوري الكبير والتاريخي والتواصل الفعال مع دول القارة خاصة دول حوض نهر النيل فان لمصر الدور المؤثر في دعم وتنظيم دورة الالعاب الافريقية والحصول علي الرصيد الاكبر من ميداليات التفوق فيها.. مصر سيدة الالعاب الافريقية لم تغب عن هذه الدورة مرة واحدة حتي فكرة نشأتها الاولي كادت تنطلق من الاسكندرية في العام 1925 بعد تعثر اقامتها بالجزائر عام 1925 بدعوة من بيير دي كوبرتان مؤسس الحركة الاولمبية لكن وبعد ان جهزت مصر كل شئ لانطلاق الدورة من علي شواطئ الاسكندرية تدخل المستعمر الغربي ليحول دون وحدة شعوب القارة خشية علي وجوده واطماعه لكن مصر عبد الناصر اخذت علي عاتقها مسئولية تحقيق حلم افريقيا حتي كانت الولادة المتأخرة بالكونغو وهو ما يذكره الكونغوليون هنا لمصر وناصر بحب ظاهر... مصر.. والخوف من الاولاد ! واذا كانت مصر تشارك في الدورة الحادية عشرة بطموحات كبيرة ورغبة في استعادة لقب الدورة الذي طار منها في الدورة الاخيرة بموزمبيق إلي جنوب افريقيا فان المصريين يضعون في اذهانهم تاريخا رائعا يمثل دافعا هائلا للتفوق ليس فقط علي الاولاد وهو اسم الشهرة الرياضي لابناء جنوب افريقيا ولكن علي جميع المنافسين. وحصلت مصر التي لم تغب عن اي دورة للالعاب الافريقية علي ستة ألقاب من عشرة بالدورة وحصدت طوال مشاركاتها في الالعاب الافريقية 1579 ميدالية متنوعة منها 431 ذهبية و328 فضية و320 ميدالية برونزية وتتفوق مصر في حصادها التاريخي الاجمالي علي نيجيريا التي تحل ثانية في الترتيب التاريخي والاجمالي ب 836 ميدالية متنوعة منها 303 ذهبيات ثم جنوب افريقيا التي برغم ظهورها المتأخر علي مسرح الالعاب الافريقية وحصولها علي اول ميدالية فقط في العام 1995 بعد رفع الحظر الدولي الذي فرض عليها بسبب سياستها العنصرية الا انها حصلت علي 509 ميداليات بينها 198 ذهبية وتأتي الجزائر رابعة ب 473 ميدالية متنوعة بينها 132 ذهبية.. ويتلاحظ بل ويمكن التأكيد من الان علي ان خريطة المنافسات في الدورة الحادية عشرة لن تتغير كثيرا عن هذا الترتيب التاريخي لثاني اكبر حدث رياضي بعد الدورةالاوليمبية وسيكون التنافس علي أشده بين مصر وجنوب افريقيا والجزائر التي جاءت بعثتها إلي برازافيل علي متن طائرتين شارتر وبطموحات كبيرة واضحة.. كما تنافس نيجيريا بقوة ايضا في مختلف الالعاب.. اما الكونغو صاحبة الارض والتاريخ والفرح فهي تحاول اثبات القدرة علي المنافسة خاصة ان اول ميدالية لها كانت في الدورة الاولي علي ارضها وبلغ اجمالي رصيدها من الميداليات طوال مشاركاتها في الدورة 23 ميدالية منها ذهبية واحدة وسبع فضيات. دولة اسيوية تفوز بالافريقية ! فازت مصر بالمركز الاول ست مرات من المشاركات العشر الكاملة لها وكان التفوق المصري في الدورات الاولي بالكونغو 65 والطريف تاريخيا ان سوريا الدولة الاسيوية كان لها نصيب من الفوز بجزء في اللقب الاول حين كانت الوحدة قائمة بين مصر وسوريا وشاركت الجمهورية العربية المتحدة في الدورة الاولي برياضيين من الدولتين والثانية بلاجوس 73 ثم نيروبي 87 والقاهرة 91 وابوجا 2003 والجزائر 2001 بينما نالت جنوب افريقيا صدارة الدورة ثلاث مرات كانت الاولي لها مع ظهورها الاول بعد رفع العقوبات عليها في هراري 95 ثم في جوهانسبرج 99 واخيرا في موزمبيق 2003 وحصلت تونس علي صدارة الدورة مرة واحدة في العام 1978 مستفيدة من انسحاب البعثة المصرية بقرار سياسي نتيجة اعتداء لاعبي منتخب ليبيا الكروي علي لاعبي مصر في مباراة كانت مصر متقدمة فيها بهدف لمحمود الخواجة وشهدت احداثا مؤسفة وعدم حماية البوليس الجزائري يومها للاعبي مصر في ظل توتر العلاقات المصرية العربية وقتها علي خلفية كامب ديفيد وهو فصل جديد ومهم في تزاوج السياسة بالرياضة في الالعاب الافريقية منذ بدايتها بل قبل هذا يوم كانت فكرة لدي الكثيرين وحال الاستعمار دون ظهورها ولم تلغ الالعاب الافريقية غير دورة واحدة كانت الثانية مقررة في باماكو 69 لكن الانقلاب العسكري الذي وقع في مالي ادي لالغاء هذه الدورة التي تأجلت حتي يناير 73 وفازت بها مصر في نفس عام حرب انتصار اكتوبر.