في سورة الكهف أربع قصص اولها قصة أصحاب الكهف ثم قصة أصحاب الجنتين ثم قصة موسي مع العبد الصالح وفي نهايتها قصة ذي القرنين.. واذا بدأنا بقصة أصحاب الكهف سنجد أن ملكا جبارا يسمي دقيانوس تولي ملك بلده من بلاد الروم «طرطوس» بعد زمن عيسي عليه السلام وكان يدعو الناس إلي عبادة الأصنام ويقتل كل مؤمن لا يستجيب لدعوته ولما رأي بعض الفتية ذلك حزنوا وبعث الملك في طلبهم وهددهم بالقتل أن لم يعودوا للأصنام فاظهروا رفضهم وقالوا «ربنا رب السموات والارض لن ندعو من دونه الها» وطاردهم الملك فهربوا ليلا ومروا براع معه كلب فتبعهم الكلب وأووا إلي كهف فتبعهم الملك وجنوده وعند الكهف خاف الجنود وفزعوا من دخول الكهف فقال الملك سدوا عليهم باب الكهف حتي يموتوا جوعا وعطشا فألقي الله علي أهل الكهف النوم فبقوا نائمين وهم لا يدرون ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا أي أنهم ناموا 309 سنوات بالتاريخ الهجري وهي تساوي 300 سنة بالتاريخ الميلادي وهذه معجزة فالرسول النبي الأمي لم يقرأ ولم يكتب فمن أين له معرفة ان كل مائة سنة شمسية تزيد ثلاث سنين قمرية وكل ثلاث وثلاثين سنة شمسيا تزيد سنة قمرية وكل سنة شمسية تزيد نحو احد عشر يوما علي السنة القمرية لاشك ان الله قد أعلمه بما أوصاه اليه. ويقول الله في السورة «وتقلبهم ذات اليمين وذات الشمال» أي يقلبهم الله لئلا يصابوا بمرض الفراش او تأكل الأرض أجسامهم وعدد مرات التقليب لا يعلمها إلا الله، ثم أيقظهم الله وظنوا أنهم ناموا يوما أو بعض يوم وشعروا بالجوع فأرسلوا واحدا منهم يسمي «تمليخا» ليشتري لهم الطعام ونصحوه بالتخفي والحذر واشتري تمليخا الطعام ولما دفع النقود للبائع أخذ يقلب فيها ويقول من أين حصلت علي هذه النقود واجتمع الناس ينظرون لتلك النقود ويتعجبون ثم قالوا من أنت يا فتي لعلك وجدت كنزا فقال لا والله إنها دراهم قومي قالوا إنها من عهد بعيد ومن زمن الملك دقيانوس قال وأين هو الآن قالوا مات من سنين. قال والله ما يصدقني أحد بما أقوله لقد كنا فتية واكرهنا الملك علي عبادة الأوثان فهربنا منه عشية أمس فأوينا إلي الكهف وأرسلني أصحابي اليوم لاشتري لهم طعاما فتعالوا معي إلي الكهف أريكم اصحابي فتعجبوا من كلامه ورفعوا أمره إلي ملك ذلك الزمان وكان مؤمنا صالحا فذهب الملك مع جنوده إلي الكهف وشاهد الفتية يصلون ولما انتهوا من صلاتهم عانقهم الملك وأخبرهم انه رجل مؤمن وأن دقيانوس قد هلك من زمن بعيد وسمع كلامهم وقصتهم وعرف ان الله بعثهم ليكون امرهم آية للناس. ويقود د. عبدالله شحاتة رحمه الله في كتابه تفسير القرآن الكريم ان مكان الكهف فهو قريب من ايلياء «بيت المقدس» وقيل انها عند نينوي بلاد الموصل وقيل بلاد الروم ولم يقم للآن دليل علي شيء. وكان اهل الكهف يعيشون في زمن كثر فيه الشك في البعث وامر القيامة فانزل الله هذه القصة واطلع الناس علي امرهما ليشاهدوا باعينهم ان القادر علي البعث هو الله لانه القادر علي بعث الموتي واحياء من في القبور للحشر والحساب والجزاء. والي قصة صاحب الجنتين في المقال التالي بإذن الله.