واحد من أهم شوارع الاسكندرية التاريخية حيث يعتبر مجمعا للأديان لأنه يضم مسجد النبي دانيال ومعبد الياهو حنابي وعلي الجانب الآخر منه تقع الكنيسة المرقسية التي تعتبر الأقدم في مصر وافريقيا. بناها القديس مرقس عام 43 ميلادي ويوجد بها رأسه، لكن الشارع اشتهر في العصر الحديث لسبب بعيد عن قيمته التاريخية، لأنه يعد سوقا مهمة للكتب القديمة، يتوجه له المثقفون والطلاب بحثا عن الكتب في أكشاكه الممتدة علي الجانبين.. كما أنه لم يعد مقصورا علي الكتب بعد أن اصبح يضم العديد من الأنشطة التجارية المتنوعة. كما كان الشارع هدفا لبعض المقامرين الذين يبحثون عن قبر الإسكندر لكن علماء الآثار نفوا وجود القبر به. يرجع تاريخ الشارع إلي نشأة الإسكندرية ذاتها.. كما يقول علماء الآثار،حينما أمر القائد اليوناني الإسكندرالأكبر، مهندسه «دينو قراطيس» بتصميم هذه المدينة فوضع لها تخطيطًا شبكيا أشبه بقطعة الشطرنج.. وفقا للتصميم الهيبودامي، وهو عبارة عن شارعين رئيسيين متقاطعين بزاوية قائمة تحيط بهما شوارع أخري فرعية تتوازي مع كل من الشارعين. وكان يحده من الشمال بوابة القمر ومن الجنوب بوابة الشمس. وإختلفت الآراء حول أصل إسم شارع النبي دانيال.. فهناك بعض الروايات تقول إنه سمي علي اسم أحد أنبياء بني إسرائيل كان قد جاء إلي الإسكندرية في القرن السادس قبل الميلاد، لنشر اليهودية في مصر ،ولذلك يسمي المعبد اليهودي الموجود بالشارع بمعبد النبي دانيال.. بينما يري أخرون أنه سمي علي اسم عالم عراقي، جاء من الموصل إلي الإسكندرية في القرن الثامن الهجري اسمه محمد بن دانيال الموصلي، ودفن بالضريح الموجود بمسجد النبي دنيال علي عمق 5 أمتار وهو أحد شيوخ المذهب الشافعي..ويؤكد الدكتور عزت قادوس أستاذ الآثار اليونانية الرومانية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، إن شارع النبي دانيال هو الطريق الرئيسي للإسكندرية القديمة وكان يطلق عليه اسم «الكاردو دي كومانوس» وكان يضم العديد من المعابد الرومانية، ومن بعدها المعابد اليهودية.. واستمرت أهميته حتي العصورالإسلامية.. ثم تغير اسمه بعد بناء مسجد النبي دانيال الذي كان في الأصل معبدا يهوديا سمي علي اسم النبي دانيال أحد المبشرين باليهودية. ويوضح قادوس أن وجود العديد من الآثار الرومانية تحت المسجد أدي إلي الاعتقاد بأن مقبرة الإسكندر الأكبر موجودة أسفله ودعم هذه الفكرة وجود الجبانة الملكية في تقاطع شارع النبي دانيال مع شارع فؤاد، إلا أنه بعد البحث والتنقيب لم يكتشف أي شيء يخص الإسكندر ولكن تم اكتشاف أنفاق طويلة من العصر الروماني. من جانبه يشير أحمد عبد الفتاح مستشار وزير الآثار السابق إلي أن شارع النبي دنيال يوجز تاريخ الإسكندرية لاحتضانه الأديان الثلاثة السماوية..وأن تاريخ نشأة الأديان في مصر بدأ من الإسكندرية وذلك بنزوح أقدم يهود بالعالم إلي المدينة الساحلية، كما أن تاريخ نشأة المسيحية فيرجع إلي القديس مرقس، الذي أتي من ليبيا وأستقر « بشارع النبي دنيال» ليبشر بالمسيحية، ولولا تأسيسه الكرسي البابوي لما انتشرت المسيحية في العالم كله.. وأشار إلي أن هذا الشارع يحتوي علي كثير من مراكز الثقافة العالمية والعربية مثل المركز الثقافي الفرنسي، ومنزل شاعر الاطلال ابراهيم ناجي ،وشاعر الإسكندرية الجريجي، بجانب نوادي ابناء النوبة ، كما تناوله لورنس داريل في «رباعية الاسكندرية». وأوضح أنه بجانب مسجد النبي دنيال كانت توجد مقبرة لبعض من أفراد أسرة محمد علي، أهمها مقبرة الوالي سعيد باشا.