يا فرحة الناخبين في رمضان هذا العام. يأتي الشهر الكريم في توقيت مناسب: انتخابات مجلس الشعب علي الأبواب.. صحيح ان باب الترشيح لم يفتح بعد.. ولكن المنافسة مشتعلة بين أكثر من عبده مشتاق.. والصرف في بذخ شديد.. ودلع الناخب فريضة علي كل مرشح.. ومجاملته واجب مقدس.. وحضور أفراحه ومواساته في أحزانه واجب إلزامي لابد ان يؤديه كل من يطمح في صوته الغالي. في لقطات عامة لعدد من المراكز والاقسام في أنحاء مصر.. تحس بأن نار المبارزات بين المتنافسين أكثر سخونة من حرارة الجو.. ورغم ان الموعد الرسمي لفتح باب الترشيح لم يأت موعده بعد.. إلا أن اللافتات ملأت الحيطان والصقت علي الدكاكين.. وغدا نراها علي الاوتوبيسات وعلي المترو.. وربما نري لافتة في الريف تقوم في غيط بدلا من خيال المآتة الذي يخيفون به الطيور حتي لا تفسد الزرع.. وفي لقطات مكبرة تري وجوها غريبة عن القرية تقترب من الناخبين.. والشفاه تصب في الآذان وعودا وكلاما معسولا واستعدادا كاملا لتلبية ما تحتاجه القرية أو القسم أو الناخب شخصيا من خدمات حتي ولو تكلفت آلاف الجنيهات.. فالسيد المرشح علي استعداد للتبرع بها خدمة للناخبين.. ويدخل مرشح ثان علي الخط ويعرض تبرعا يزيد عن الاول.. ويدخل ثالث ورابع.. ويقام المزاد.. كل ذلك والناخب يفرك يديه وهو يبتسم ابتسامة غامضة.. لا يعرف سرها الا هو! يا رب اجعل رمضان طول السنة.. وخللي الانتخابات علي طول.. هكذا يدعو الناخب.. ففي رمضان ترق القلوب.. وينتشر السلام.. ويكثر الخير.. وفي الانتخابات يشعر الناخب بأهميته.. ويحس بأنه العريس وان كل الهيصة المقامة هي من أجله.. او هكذا يقول لنفسه.. ومطلوب منه ان يختار واحدا او اثنين بين المرشحين.. ولا أحد يعرف سواه من سيختار.. ان الاختيار أمانة بينه وبين ضميره.. والاختيار يخضع لمعايير يعرفها وورثها عن اجداده.. معايير ليست مستوردة.. معايير مصرية 001٪.. لا شرقية ولا غربية.