مشهد عابر في احد شوارع المدينةالمنورة يكمن فيه الاعجاز الاعظم في شخصية الرسول التي تراعي حاجة الانسان للتعبير عن مشاعر الفرحة والبهجة دونما اسفاف أو ابتذال أو اعتداء علي حريات الاخرين ومشاعرهم. انه موكب لمجموعة من الفتيات والنساء تؤمهن وتقودهن في الضرب علي الدف والغناء الصحابية أم نبيط رضي الله عنها، فلما رأين رسول الله صلي الله عليه وسلم سكتن اجلالا وتوقيرا لمقامه الاعظم ، فضحك الحبيب المصطفي وقال: ماذا كنت تقولين يا أم نبيط. قالت : بأبي انت وأمي يا رسول الله ، انها فتاة نزفها إلي زوجها ، واقول : اتيناكم اتيناكم فحيونا نحييكم ، ولولا الذهب الاحمر ما حلت بواديكم ، فأثني النبي علي الأغنية ، وقال لها : هلا زدت عليها ايضا « ولولا الحنطة السمراء ما سمنت عذاريكم « بعدها استمر موكب النساء والفتيات في الغناء بكلمات أم نبيط رضي الله عنها وبالكلمات التي اضافها الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم واكملن مسيرة الزفاف نحو بيت العريس.. مشهد آخر في بيت النبوة نفسه لا يقل اهمية عن المشهد الأول حيث دخل ابو بكر الصديق رضي الله عنه علي الحبيب المصطفي وعنده جاريتان تضربان علي الدف وتغنيان ليوم من ايام الجاهلية وهو يوم بعاث فسأل الصديق مستنكرا : أمزمار الشيطان في بيت النبي ؟! فتوقفتا عن الغناء لكن الحبيب المصطفي كان له رأي آخر عندما قال : « دعهما يا ابا بكر ، فان اليوم عيد ، ولتعلم يهود ان في ديننا فسحة « وخرج عليه الصلاة والسلام هو والسيدة عائشة رضي الله عنها في ذلك اليوم ليشاهدا الاحباش وهم يقيمون مسابقاتهم والعابهم. لا يختلف اثنان علي أن حال الأمة العربية والاسلامية يدعو للبكاء ليل نهار ، لكن هذا لا يتعارض مع حق الناس في الترويح عن انفسهم والفرحة بأعيادهم.