شيدت شركة «سامودا» بلندن، بأمر من الخديو اسماعيل، وهو مكون من بدن حديدي ومدخنتين وزودته ب 8 مدافع من طراز «أرمسترونج»، وبلغ طوله 411 قدما وعرضه 42 قدما وحمولته 3417 طنا.. وحول تصميم اليخت يقول»محمود عزت» إن «المحروسة» وصف بانه اسطورة حقيقية، فلم يسبق أن بُني يخت بهذا الحجم أو حتي ما يقاربه، في ذلك الوقت، حيث حوي 5 طوابق، الطابق الاسفل منها للماكينات وخزانات الوقود، و»الرئيسي» يضم غرف الجلوس والمطابخ والمخازن والجناح الشتوي والقاعة الفرعونية، إضافة إلي جناح الأمراء والأميرات. أما الثلاثة طوابق العلوية .. يوجد بالطابق الأول صالات الطعام والتدخين، والثاني يضم سطح المدفعية والحديقة الشتوية والصيفية والجناح الصيفي والصالة الزرقاء، والثالث «الممشي والعائمات»، كما يضم 4 مصاعد، وجراجا خاصا بسيارة الملك ذات اللون الأحمر الملكي.. كانت أولي رحلات «المحروسة» عام 1867 لقيادة الأسطول المكون من 10 سفن في حملة لإخماد الثورة بكريت.. وكان ل«المحروسة» السبق كأول عائمة بحرية في العالم تعبر قناة السويس عام 1869، وأقل الخديو إسماعيل والملوك والأمراء، حيث أهدته الإمبراطورة أوجيني بيانو أثريا، كان قد صنع خصيصا لها وعزفت عليه بنفسها علي ظهر اليخت، وما زال موجودا حتي الآن». كان اليخت شاهدا علي انتهاء حكم 3 من حكام الأسرة العلوية، فقد نقل الخديو إسماعيل للإقامة بإيطاليا بعد عزله عن حكم مصر في عام 1879، وتولي ابنه «توفيق» باشا الحكم بدلا منه، كما نقل الخديو عباس حلمي الثاني إلي تركيا، عام 1912، حيث مُنع من العودة بأوامر سلطات الاحتلال الإنجليزي، وآخرها وهي الرحلة الأشهر لليخت في عهد الحقبة الملكية، كانت في 26 يوليو عام 1952، حين أقلَّ الملك فاروق الأول للإقامة في إيطاليا بعد قيام ثورة 52 وتنازله عن عرش مصر. يقول محمود عزت، إن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر استقله في 10 رحلات خارجية، منها 4 رحلات لسوريا، صاحبه في بعضها رؤساء دول عربية وأجنبية من بينهم المرشال تيتو رئيس يوغسلافيا، والرئيس الروسي خروشوف. وفي عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات أبحر اليخت «المحروسة» حوالي خمس رحلات.. تعتبر أهم رحلات اليخت علي الإطلاق، حيث شارك عام 1974 في مناورة للقوات البحرية، وعلي ظهره الرئيس الراحل محمد أنور السادات والعاهل السعودي الراحل الملك فيصل، كما شارك في الافتتاح الثاني لقناة السويس في 5 يونيو 1975، واستقبل اليخت علي المخطاف أمام العريش 25 إبريل 1979 للاحتفال برفع العلم المصري وتحرير سيناء.. ويضيف «عزت» أن اليخت أقل السادات في العام نفسه إلي ميناء حيفا في زيارة رسمية إلي «إسرائيل»، في إطار مفاوضات اتفاقية السلام بين البلدين، وتبقي رحلته عام 1980 لافتتاح التفريعة الشرقية الجديدة لقناة السويس هي الأخيرة في عهد السادات. أما عن أطول رحلة قطعها اليخت منذ إنشائه، فكانت عام 1976، للمشاركة في الاحتفال بالعيد المئوي الثاني لاستقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث زار موانئ نيويورك، واشنطن، فيلادلفيا، شارلستون، قاطعا 12 ألفا و700 ميل بحري. وردا علي سؤال حول إطلاق البعض اسم «الحرية» علي يخت المحروسة، يوضح «عزت» إن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أصدر قرارا بتغيير اسم اليخت «المحروسة» في 18 يوليو عام 1956، ليصبح اسمه اليخت «الحرية»، إلا أن الرئيس الأسبق حسني مبارك زار اليخت عام 2000 وقرر إعادة اسم اليخت إلي اسمه الأصلي «المحروسة».. وحول الشكل الحالي لليخت والتغييرات التي طرأت عليه، أضاف رئيس وحدة العلاقات الثقافية والدعم المعلوماتي بمكتبة الإسكندرية أن «المحروسة» خضع منذ إنشائه لنحو 7 عمرات وإصلاحات في لندنوإيطاليا وإسكتلندا والإسكندرية، حيث تم تغيير ماكيناته وتركيب ماكينات توربينية، وأصبح بمدخنة واحدة، وقوته 7500 حصان.