«الاخبار» قامت بجولة في عدد من المدارس بمناطق مختلفة بالقاهرة، كما قامت بجولة في عدد من مراكز الدورس الخصوصية، لرصد هذه الظاهرة علي ارض الواقع، كانت اولي جولاتنا إلي مدرسة ثانوية بمنطقة وسط البلد، حيث التقينا بمدير المدرسة رفض ذكر اسمه( بسبب عدم التصريح للعاملين بوزارة التربية والتعليم التحدث مع الصحفيين) وسألناه عن نسبة غياب طلاب المرحلة الثانوية خاصة طلاب الصف الثالث، فرد بدون تردد قائلا:» نسبة الغياب لاتقل عن نسبة 80 % لان هؤلاء الطلبة «منشغلين» في الدورس الخصوصية ويرون ان المدرسة مجرد تضييع للوقت»، بينما طلاب السنة الاولي والثانية من الثانوية العامة فنسبة غيابهم ضعيفة حيث تصل نسبة الحضور إلي نسبة 90% وهذا يرجع لاحتساب الدرجات التي تفرض الالتزام بالحضور والمشاركة في الانشطة ضمن درجات النتيجة النهائية،هذا غير ان هاتين السنتين من سنوات النقل وليست شهادة، وأوضح مدير مدرسة اخري انه للاسف ليس هناك اهتمام بشكل عادل علي جميع المدراس، حيث يتوقف الاهتمام علي حسب المدرسة والمنطقة التي توجد بها سواء بمنطقة شعبية او راقية. فصول بلا طلاب وقالت معلمة بمدرسة ثانوية ان لها زملاء في المدرسة غير مخلصين للمكان الذي يعملون فيه، مشيرة إلي أن عددا من معلمي المواد العلمية سبقوا الطلاب في عدم الحضور للمدرسة لانشغالهم في اعطاء الدروس الخصوصية خارج المدرسة خلال الفترة الدراسية التي من المفترض ان يكون المعلم خلالها داخل الفصل يشرح حصته وليس داخل المركز، وأضافت :»انا لا القي اللوم علي الطالب وحده او المعلم وحده فالاثنان مسئولان، وتري ان الطالب اذا التزم بالحضور للمدرسة سيلزم الطالب من الحضور وكذلك العكس،وطالبت معلمة الانجليزي وزير التعليم إلغاء عمل مراكز الدروس الخصوصية خاصة في الفترة الصباحية اذا لم تتمكن الدولة من اغلاقها بشكل كامل، وقالت معلمة لغة عربية بإحدي المدارس الثانوية بمنطقة الساحل ان الدروس الخصوصية في الحقيقة اغنت عن فصول طلاب الصف الثالت بالثانوية العامة حيث اصبحت فصول هؤلاء الطلاب مجرد اسم تعلق علي ابوابها لافتة عليها اسم الفصل فقط ولكن لا يدخله طلابه، لتقتصر المدرسة علي طلاب السنة الاولي والثانية فقط. وفي السياق ذاته قامت «الاخبار» بجولة إلي عدد من مراكز الدروس الخصوصية، وكان وقت الجولة خلال الفترة الدراسية لنقل الحقيقة والتي هي ليست غائبة علي المسئولين بالتربية والتعليم، توقفنا امام احد المراكز بمنطقة روض الفرج والذي كان لا يبعد عن مدرسة ثانوية سوي عشرات الامتار، حيث رصدت عدسة «الاخبار « وقوف عدد كبير من طلاب الثانوية امام مدخل السنتر المكون من 3 طوابق وكأنهم ينتظرون فتح بوابة المدرسة لسماح لهم بالدخول،التقينا بعدد منهم وعند سؤالنا لهم عن عدم تواجده في تلك الفترة بالمدرسة، قال احدهم مبتسما انه لم يذهب إلي المدرسة منذ بدأ العام الدراسي سوي مرتين فقط، الاولي كانت في اليوم الاول للعام الدارسي وكان بسبب تحديد مكان « التختة التي سيجلس عليها في الفصل «، وكانت المرة الثانية منذ عدة ايام وذلك لملء اسمتارة رقم الجلوس الخاص به ولم يذهب مرة اخري للمدرسة، وعندما سألناه عن عدم الذهاب للمدرسة، قال ان الدروس الخصوصية لا تعطي له وقتا للذهاب للمدرسة، مضيفا انه يحضر يوميا إلي المركز منذ الساعة الثامنة صباحا حتي الساعة 4 مساءا، كما ان المدرس التي يعطي الدروس الخصوصية هو نفسه الذي يعمل في مدرسته، والتقط زميله طرف الحديث قائلا : احنا مش بنستفيد حاجة من حضورنا المدرسة، غير اننا من اول ولا اخر ناس مبتحضرش، كل اللي في الثانوية العامة مش بيروحوا المدرسة وده بقي «عُرف» عن كل الطلبة.وأضاف ان غيابه المتواصل بالمدرسة لا يؤثر عليه لانه في كلتا الحالتين سوف يحضر امتحان الثانوية العامة رغم ان المدرسة تقوم بإرسال انذارات لأسرنا وهذا الموضوع يتم كإجراء تضمن المدرسة بها حقها في حالة وجود تفتيش عليها ولا يوجد بها طلاب، ولكن في الحقيقة لا توجد قرارات جازمة باتخاذ اجراءات فصل لمن تجاوز نسبة الغياب. علاج لا وقاية للوقوف علي اسباب هذه الظاهرة ومحاولة الوصول إلي حل لها، رصدت «الاخبار» اراء عدد من الخبراء التربويين، حيث اكد الدكتور مصطفي رجب استاذ اصول التربية بجامعة سوهاج انه للاسف لا نعالج مشكلاتنا التربوية في مصر بالبحث عن اسبابها ولكننا نعالج ظاهرها،بمعني انه في حالة حدوث قصور في اي جانب من جوانب العملية التعليمية فنبادر بإصدار تشريعات وهذه التشريعات انما تكون للوقاية وليس للعلاج.. والحل هو الرقابة الفعالة علي المدارس وليس بإصدار تعليمات بل بتشكيل الاف اللجان من داخل الادارات التعليمية بجميع المحافظات للرقابة إلي المدارس وتشكيل لجان من جهات اخري من ديوان وزارة التربية والتعليم تكون رقيبة علي لجان الرقابة. ويري الدكتور كمال ان الحل من وجهة نظره هي تغيير فكرة الامتحان نفسه،حيث بدلا من ان يعتمد الامتحان علي قياس المعلومات يعتمد علي قياس القدرات العقلية، موضحا ان نسق التعليم الحالي الذي يدعم الامتحان قائم علي 3 مفردات وهي (احفظ، تذكر،سمع )، بينما من المفترض ان يكون نسق التعليم الذي ستختفي فيه الدروس الخصوصية هو(لاحظ، فكر، عبر).