الرئيس السيسى خلال لقائه سعد الحريرى إطلاق منطقة تجارة حرة تضم 26 دولة أفريقية خلال قمة التكتلات الثلاثة بالقاهرة أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي ضرورة التكاتف عربيا، لمنع التدخلات الإقليمية في شئوننا من قبل أي طرف، مشيرا إلي أن مصر تتشارك ذات الشواغل والقلق مع أشقائها العرب إزاء التدخلات في الشئون الداخلية للدول العربية من كافة الأطراف. أشار الرئيس إلي دعم مصر الكامل للبنان موحد قوي ومتقدم يحظي فيه كل مواطن بحقوقه كاملة، بصرف النظر عن طائفته أو مذهبه، مؤكدا أن مصر تحرص علي دعم هذا المنطق في لبنان والمنطقة بشكل عام. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس السيسي أمس مع سعد الحريري، رئيس تيار المستقبل اللبناني رئيس وزراء لبنان الأسبق بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الحريري استهل اللقاء بتقديم التعازي للرئيس في المواطنين المصريين الذين سقطوا ضحايا الإرهاب، مؤكدا ان مصر ولبنان وكافة الدول العربية المعتدلة تواجه عدوا واحدا للدين الإسلامي والقيم والحضارة العربية والإسلامية ومشددا علي ان بلاده تدعم مصر بشكل كامل. وقال المتحدث الرسمي ان الرئيس أعرب عن تقديره لموقف سعد الحريري الداعم لمصر في حربها ضد الإرهاب ومساندته لحق مصر في الدفاع عن أمنها القومي. وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلي الأوضاع علي الساحة اللبنانية، حيث أعرب الرئيس عن اهتمام مصر بانتخاب رئيس للبنان في أسرع وقت ممكن، مؤكدا أن حسم هذا الأمر سيصب في صالح استقرار لبنان، كما تطرق اللقاء للاوضاع في سوريا وشهد تطابق في المواقف بشأن تسوية الأزمة السورية، حيث أكد الرئيس السيسي مساندة مصر للحل السياسي في سوريا وأن الأولوية القصوي تتمثل في الحفاظ علي الدولة السورية ذاتها وليس الانحياز لأي طرف كما شدد الرئيس علي أهمية الدعم العربي للمعارضة السورية المعتدلة. وعلي صعيد مكافحة الإرهاب توافقت الرؤي حول ضرورة التحرك السريع لصياغة استراتيجية عربية لدحر الإرهاب والقضاء عليه والعمل علي وقف امدادات المال والسلاح إلي كافة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في المنطقة. وأكد الرئيس السيسي حرص مصر علي الانفتاح علي أفريقيا، مشيرا إلي التطلع لأن تكون العلاقات بين دول حوض النيل نموذجا يحتذي به علي مستوي القارة، وذلك باحترام حقوق كافة الدول في التنمية وتعزيز التعاون القائم بينها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية دون الاضرار بمصالح أي منها. وأشار الرئيس خلال لقائه أمس بالسفراء الافارقة المعتمدين في مصر إلي أهمية البناء علي الروابط التاريخية التي تجمع مصر بدول القارة لتعزيز التعاون والتغلب علي التحديات المشتركة، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، مؤكدا أهمية استعادة روح التضامن الافريقي للتعامل مع تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الشعوب الافريقية من خلال تفعيل آليات التكامل والاندماج الإقليمي. وقال السفير علاء يوسف ان الرئيس نوه خلال اللقاء إلي توجه مصر نحو تعزيز جهودها داخل الاتحاد الافريقي للدفع قدما نحو تنفيذ المشروعات والبرامج التنموية المطروحة وفي مقدمتها أجندة «2063» ومشروع الربط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، كما نوه الرئيس إلي دور «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية» في دفع جهود التنمية بالقارة، مشيرا إلي أن مصر سوف تستضيف خلال العام الحالي قمة التكتلات الثلاثة «الكوميسا، السادك، تجمع شرق أفريقيا» لإطلاق منطقة تجارة حرة تضم 26 دولة افريقية. ونوه الرئيس إلي ان لقائه مع السفراء الافارقة المعتمدين بالقاهرة يعتبر الأول من نوعه مع المجموعات الجغرافية المختلفة مما يؤكد علي أولوية البعد الافريقي في سياسة مصر الخارجية. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أكد الحرص علي دعوة رؤساء كافة الدول الافريقية الشقيقة للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ لتعظيم دور الاستثمار والقطاع الخاص في دفع عملية التنمية في القارة. وأكد السيسي أهمية تكثيف الجهود لتسوية النزاعات القائمة في بعض دول القارة لتوفير البيئة الملائمة للتنمية، مشيرا إلي أن النزاعات وغياب الاستقرار كانا من أهم معوقات التنمية في افريقيا خلال العقود الماضية. أوضح اهتمام مصر بتجربة التعاون العربي الافريقي والتي تعد من أقدم تجارب التعاون الاقليمية ووجه الرئيس الشكر للدول الافريقية لدعمها الترشح المصري للعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن لعامي 2016- 2017، كما وجه التحية للمرأة الافريقية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة مشيدا بدور المرأة الافريقية في تحقيق التنمية والتقدم بالقارة. حضر اللقاء سامح شكري وزير الخارجية والسفيرة فايزة أبوالنجا مستشارة الرئيس لشئون الأمن القومي.
