استولت داعش علي اجزاء كبيرة من سورياوالعراق والآن تحاول ذلك في ليبيا لنشر ارهابها البشع، لكن ليبيا لها وضع مختلف تختلف عن كل من سورياوالعراق.كما يري التقرير التالي لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية الذي يؤكد أن سيطرة التنظيم علي الأراضي الليبية لن يكون بمثل سهولة ما حدث في كل من سورياوالعراق. أرجع التقرير، ذلك إلي سببين، الأول: المنافسة مع جماعات متشددة أخري موجودة بالفعل داخل ليبيا، والثاني: انعدام النزعات الطائفية المختلفة داخل المجتمع الليبي وعدم وجود خلافات طائفية بين السنة والشيعة والتي ساعدت التنظيم في إشعال حرب طائفية بالعراق وسورية. ونقل التقرير عن باترك سكينر الموظف السابق بوكالة المخابرات الأميركية «سي آي إيه» قوله: "من المحتمل تحول "داعش" إلي كابوس أمني في ليبيا، لكنه يواجه منافسة شديدة من لاعبين آخرين، ولن يتمكن من إشعال حرب طائفية داخل ليبيا، وطريقه الوحيد للتوسع داخل هذا البلد هو محاولة ضم جماعات أخري". وتابع التقرير أن السيطرة علي منشآت النفط ستكون بمثابة تحدٍ كبير للتنظيم، ففي العراق وسورية، أصبح "داعش" من أغني التنظيمات العالمية بفضل السيطرة علي النفط وعائداته، مستبعدًا أن يتمكن التنظيم من السيطرة علي نفط ليبيا رغم محاولاتهم المتكررة للاستحواذ علي المنشآت والموانئ، وأوضح أن مصافي النفط في ليبيا كبيرة ومتعددة، وهي تحت سيطرة جماعات مسلحة أخري، لهذا لن يستطيع التنظيم الاستفادة منها في بيع منتجات النفط مثلما فعل في العراق وسورية. وتوقع التقرير استمرار محاولة "داعش" التوسع داخل ليبيا دون ان يحقق النجاحات نفسها التي حققها في سورية والعراق، مشيرا إلي أن ليبيا وفرت أكبر عدد من المقاتلين للحرب في سورياوالعراق مقارنة بالدول الأخري. ونظرا لهذا الاخفاق المتوقع لداعش في ليبيا فمن المتوقع ان تولي وجه ارهابها شطر جنوب اوربا ولأن ليبيا هي بوابة لأوربا، فإن الوضع يثير قلقا عميقا لدي الدول الأوربية خشية تحول تركيز هذا الاهاب الداعشي إلي اوربا، لهذا فإن الدول الأوربية تتابع بشغف واهتمام بالغين الأوضاع والتطورات هناك بدرجة أكبرمن اهتمامها بما يجري في سورياوالعراق، فأوربا لن تتواني في الوقوف أمام توسعات داعش في ليبيا بصفة خاصة حفاظا علي مصالح الدول الأوربية كافة. وتزداد المخاوف الاوربية لأن تنظيم "داعش" يسعي لتحويل ليبيا إلي بوابة للجهاديين الذين سيوجهون ارهابهم شطر أوربا، كما يري الاوربيون ان طرابلس تمثل نقطة استراتيجية مهمة في عبورهم إلي القارة العجوز. وأوضحت صحيفة "التليجراف" البريطانية،، أن داعش سيطر علي مدينة درنة الساحلية التي تبعد عن إيطاليا 500 ميل فقط، حيث يخطط التنظيم إلي تحويل مقاتليه من سورياوالعراق إلي ليبيا، بهدف الإبحاربعد ذلك إلي أوربا مع المهاجرين غير الشرعيين، لتنفيذ هجمات إرهابية في دول جنوبي أوربا، وضد السفن التجارية في البحر الأبيض المتوسط. وأشارت الصحيفة، إلي مخاوف الغرب بشأن تدهور الوضع في ليبيا وظهور داعش وسيطرته علي 3 مناطق رئيسية في البلاد، ولقد طالب السير "جون سويرز" مدير المخابرات البريطانية السابق، بإرسال قوات برية إلي هناك لمنع المتطرفين من استغلال الوضع المتدهور أمنيا. وتعلم أوربا جيدا ان الفيديو الذي بثه تنظيم داعش، تحت شعار "رسالة موقعة بالدماء إلي أمة الصليب"، فيديو ذبح المصريين الأقباط المختطفين في ليبيا، علي شاطئ مدينة طرابلس، ما هو إلا رسالة للغرب وليس للعرب فاللغة المستخدمة في الرسالة كانت لغة أجنبية، وبالتالي فالهدف هنا ليس المشاهدين العرب، وإنما الغربيون. والتصوير إلي جوار شاطيء البحر يوحي للغرب بأن الإرهاب قريب منهم، وأن البحر الفاصل بينهم أصبح مملوءا بالدم، وهي رسالة إنذارأخري للغرب.لذا فان الهدف الأساسي من مقاطع الفيديو الذي يبثها تنظيم "داعش" الإرهابي هو نشر الذعر في نفوس الغرب من خلال جرائم بشعة لا يتخيلها العقل، لتوصيل رسائل معينة. وهي ان أوربا أصبحت اليوم تواجه مشكلة ارهاب في أراضيها، ولم تعد تواجهه خارجها.