تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأن تقوم المملكة المتحدة بكل مايمكنها لوقف سفر المقاتلين الأجانب إلي العراق للانضمام إلي تنظيم «داعش». جاء ذلك قبل ساعات من بدء اجتماع في لندن أمس لوزراء خارجية 21 دولة مشاركة في التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد «داعش» بينهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ورئيس وزراء العراق حيدر العبادي, لمناقشة سبل تكثيف الحملة علي التنظيم المتشدد في كل من العراقوسوريا ودول أخري من خلال بذل المزيد علي الصعيد العسكري وعلي صعيد قطع تمويل التنظيم ووقف تدفق المقاتلين الأجانب. وقال كاميرون خلال لقائه مع نظيره العراقي حيدر العبادي ان»التهديد الإرهابي الذي تواجهه في العراق هو نفس التهديد الذي نواجهه هنا في المملكة المتحدة».وأضاف «سنفعل كل ما بوسعنا للمساعدة في وقف سفر المقاتلين الأجانب لبلدكم, والفوضي التي نراها اليوم». من جهته, حذر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند من أن مسلحي »داعش» قد يبدأون في التخطيط لهجمات إرهابية في المملكة المتحدة ودول غربية أخري من قواعدهم في سوريا إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.وقال هاموند في مقابلة مع شبكة «آي تي في» البريطانية إن أكبر خطر يواجه بريطانيا حاليا هو احتمال شن هجمات عشوائية بدون تخطيط مسبق أو بتخطيط قصير المدي, وهي الهجمات التي تستوحي من المتطرفين في الخارج ويقوم بها أفراد غير منتمين لجماعات متطرفة, إلا انهم يتبنون هذه الأفكار عبر الانترنت. وقال «إذا تمكن المتطرفون من الحفاظ علي الأراضي التي يسيطرون عليها في منطقة الشرق الأوسط, فان المملكة المتحدة قد تتوقع هجمات منظمة يجري التخطيط لها وتنفيذها من بعيد». وفي مقاله في صحيفة «التليجراف» البريطانية, قال هاموند إن هزيمة «داعش» أمر حاسم لأمن بريطانيا والبريطانيين. من جهة اخري, اكد هاموند انه لاتزال امام العراق شهور لشن هجوم رئيسي كبير علي مسلحي تنظيم داعش. وأثني علي القوات العراقية وقال إن التحالف يساعد في إعادة بنائها حتي تتمكن من شن هجوم بري علي داعش يحقق نتائج دائمة, لكنه اشار إلي أنها عملية بطيئة.ومن المنتظر أن يطلع العبادي الوفود المشاركة في الاجتماع علي التقدم الذي تحققه القوات الحكومية في معركتها ضد داعش.ويريد العبادي المزيد من برامج التدريب والعتاد لجنوده, بخلاف الغارات الجوية التي يشنها التحالف بالفعل. علي صعيد اخر, أعلنت القوات الكردية أنها طردت مسلحي داعش من حوالي 500 كيلومتر مربع من الأراضي التي كان يسيطر عليها شمال وغرب العراق, وقطعت خطوط إمداد مهمة له غرب البلاد تمتد بين الموصل وصولا إلي معاقله في سوريا. وتقدم مقاتلو البشمركة بدعم ضربات جوية للتحالف الدولي استمرت أثناء الهجوم الأرضي, من خمسة اتجاهات واستولوا علي مركز يطل علي تقاطع طرق حيوي علي مسافة 40 كيلومترا غرب الموصل.وإذا استطاع الأكراد إبقاء الطريق مغلقا فسيساعد في عزل الموصل عن مدينة تلعفر وهي معقل لتنظيم داعش علي بعد 70 كيلومترا إلي الغرب والحدود السورية التي تبعد 100 كيلومتر أخري إلي الغرب.